لام الجحود، وانتصاب الفعل بأن مضمرة بينه وبين اللام. وموضع " لا ولف " نصب على أنه خبر كان، وانتصاب غير على أنه استثناءٌ منقطعٌ. وذكر الثوب على عادتهم في الكناية عن النفس. وعلى هذا قوله:
نبيت أن دماً حراماً نلته ... فهريق في ثوبٍ عليك محبر
وقد قيل معنى قوله تعالى:" وثيابك فطهر "، أي نفسك. ويقولون على هذه الطريقة: فلانٌ غمر الرداء، وعفيف الحجزة، والمراد النفس. وعلى هذا قول النابغة:
رقاق النعال طيبٌ حجزاتهم
وقول الهذلي:
تبرأ من دم القتيل وبزه ... وقد علقت دم القتيل إزارها
وإذا فعلتم ذلكم لم تتركوا ... أحداً يذب لكم عن الاحساب
الخطاب يوجه إلى جذيمة وهو منهم، ولذلك جعل لهم أحساباً يحتاج إلى الذب عنها، وينصح لهم بالإبقاء عليها، وترك الأفعال التي تدعو إلى البراءة منهم ومنها، لكنه أخرج نفسه مما عصب من الذم بهم، وألزمهم من ذميم القول في شيمهم وطرقهم، فقال: إذا ركبتم من شنيع الغدر مثل ما أنكرته اشتهر أمركم، وانتفى النسيب والغريب من ملا بستكم، وخلي بين القادح في أحسابكم وأعراضكم وبينكم، فلا يذب عنكم ذابٌ، ولا يدافع دونكم مدافع، وتفردتم بالعار اللاحق، والتهجين العائد.
وقال العباس بن مرداسٍ
أبلغ أبا سلمى رسولاً يروعه ... ولو حل ذا سدرٍ وأهلي بعسجل