للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويكون على هذا قوله نكبت رقدا معناه انحرفن عنه وتركنه، لكونه مفرق الطرق.

وقوله يقربن ما قدامنا من تنوفة وصف العيس بالسرعة. والتنوفة: المفازة. والمراد أن ما يقطعه غيرها في يومين تقطعها هذه في يوم. والكلام تحسر وتوجع، لتباعده عمن هواه معهم. ومثله قول الاخر:

إذا نحن قلنا وردهن ضحى غد ... تمطين حتى وردهن طروق

وتعلق الباء من قوله بنا بقوله يزددن. وبعدا، انتصب على التمييز.

[وقال ابن هرم الطائي]

إني على طول التجنب والنوى ... وواش أتاها بي وواش بها عندي

لأحسن رم الوصل من أم جعفر ... بحذ القوافي والمنوفة الجرد

يصف حسن تأتيه في عمارة الهوى والحب، وبليغ لطفه في تلافي ما يخاف انقطاعه من علائق الوصل، وانتكائه من وثائق العهد، لوشاية واش، أو تضريب مفسد، أو قدح ساع بالنمائم متزيد. فيقول: إني على مطاولة البعاد، ومعاونة الوشاة بالتحريش والإفساد، لأحسن عمارة الحال بيني وبينها، ورم ما يسترم من جوانب وصالها، بما أنظمه من الشعر، وأحكمه من عقد السحر في رسائلي، وأردده من الرسل المتوجهين إليها على رواحلي. وقيل في الحذ: إنها الأبيات النافذة، وقيل: هي الخفيفة الوزن، اللطيفة السبك. وقيل: إنها المستقلة بأنفسها، ويقال: بيت أحذ، إذا لم يكن مضمناً. والمنوقة: المروضة المذللة من النوق. كذا قال الخليل. والجرد: السراع. ويقال: نجاء أجرد. قال الشاعر:

جذب القرينة للنجاء الأجرد

وخبر إن في قوله لأحسن رم الوصل.

وأستخبر الأخبار من نحو أرضها ... وأسأل عنها الركب عهدهم عهدي

فإن ذكرت فاضت من العين عبرة ... على لحيتي نثر الجمان من العقد

<<  <   >  >>