للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع ما يقاسيه من تزاحم هذه البلايا على قلبه، لكريم المهد، نببه الشأن، وثيق العقيدة.

ويروى: أسجن وقيد بالرفع، والمراد: أتجمع هذه الأشياء على طريق التفظيع والتهويل.

وقال آخر:

رعاك ضمان الله يا أم مالك ... ولله أن يشفيك أغنى وأوسع

يذكرنيك الخير والشر والذي ... أخاف وأرجو والذي أتوقع

أشار بقوله: ضمان الله إلى ما في القرآن من قوله تعالى: " أدعوني أستجب لكم "، فقال: أنا أدعو بأن يشفيك الله عز وجل يا أم مالك، وقد ضمن الإجابة للداعي فرعاك ضمانه. ثم قال: ولله بأن يشفيك، فحذف حرف الجر، والجار يحذف مع أن كثيراً، لأن حذفه حذفه أظهر غناء وأوسع قدرة. ونبه بهذا الكلام أنه في كلته الأمر إلى الله تعالى الغني القادر اعتمد على ما لا بد من وقوعه. وقوله يذكرنيك الخير والشر، يريد: أنه لا ينساها في شيء من الأحوال والأوقات، فما يتقلب فيه من خير باكر، أو شر طارق، فهو يذكره، وكذلك ما يخاف وقوعه أو يرجوه، ولم يصر منهما على يقين يذكره أيضاً، وكذلك ما صار منه على يقين، فهو يتوقعه، يذكر أيضاً. وإذا تأملت حوادث لدهر وجدتها لا تنقسم إلا إلى قسمته، لأنها لا تخلو من أن تكون محبوبة أو مكروهة، أو واقعة أو منتظرة، أو مخوفة أو مرجوة.

[وقال الحكم الخضري]

تساهم ثوباها ففي الدرع رادة ... وفي المرط لفاوان ردفهما عبل

<<  <   >  >>