فوالله ما أدرى أزيدت ملاحة ... وحسناً إلى النسوان أم ليس لي عقل
معنى تساهم تقاسم، ولذلك قيل: سهمة فلان من هذا كذا، أي قسمته ونصيبه. ويجوز أن يكون أصله من السهام: القداح التي تجال بين الخصوم إذا تقارعوا ليستبد كل بما خرج له لقسمته وبدنه. وفي القرآن:" فساهم فكان من المدحضين "، فكأنه استعار - وإن كان أصله ما ذكرت - للتقاسم، إذ كان يفعل للقسم وما يشبهه لاغير، فيقول: انقسم جسم هذه المرأة بين درعها وإزارها، ففي درعها بدن ناعم وخصر دقيق، وفي مرطها فخذان غليظتان عليهما ردف ضخم. وقوله: فوالله ما أدرى، يريد: أن الحيرة قد ملكته في أمرها، لما يرى من ميل قلبه إليها، وشدة افتتانه بها، فهو لايدري أزيدت حسناً وملاحة على نساء الدنيا كلها، أم هو فائل الرأي في الإختيار، مخبول العقل في الإعتبار، ضعيف التبصر، في الإرتياد والتخير. والرادة والرؤدة: الناعمة. واللفاء: الكثيرة اللحم والعبل: الضخم، ومصدره العبالة.
آخر:
أروح ولم أحدث لليلى زيارة ... لبئس إذا راعى المودة والوصل
تراب لأهلي لا ولا نعمة لهم ... لشد إذاً ما قد تعبدني أهلي
كأن من صحبه من أهله استعجلوه عن زيارة ليلى، فيقول منكراً ومفظعاً: أروح من غير أن أقضى حفها، أو أجدد الإلمام بها، لبئس راعي المودة والمواصلة أنا. حذف المذموم ببئس لأن المراد مفهوم، ومثله في القرآن:" نعم العبد إنه أواب "، والمعنى: نعم العبد أيوب، فحذف الممودح بنعم، لكون المراد مفهوماً. وإذاً جواب وجزاء، وكأنه حشا به الكلام ليعلم أن ما يقوله جواب لما سيم. واللام من لبئس لام الابتداء، وارتفع راعى المودة به. وقوله تراب أهلي دعء عليهم، وتحقير لهم، واستخفاف بهم. وجاز الابتداء بقوله تراب وهو نكرة، لأن معنى الدعاء منه مفهوم. ومثله قوله: