القافية: آخر البيت المشتمل على ما يجب على الشاعر مراعاته وإعادته في كل بيتٍ، سمى بذلك لأنه يقفو ما قبله. وهم يسمون البيت بأسره قافية، لاشتماله على القافية، والقصيدة بأبياتها قافية، لاشتمالها على الأبيات المقفاة. وهذا توسعٌ منهم، كما يسمون القصيدة كلمةً؛ والحقيقة ما قدمته. والأولى بهذا الشاعر عندي أن يريد بالقافية البيت، لأن نظم تسعين بيتاُ غير مستنكر في العرف والعادة من المقتدرين، المجيدين المفلقين، ذوي البدائة العجيبة، والخواطر السريعة، ولو أراد القصيدة لبعد عن المعتاد. فيقول: رب قافيةٍ تنفذ نفاذ السنان، وترويه لجودتها الواة فلا تخلق على مر الأيام، ولا تبليه السنون والأعوام، بل تبقى مع الليل والنهار بقاء الظلم والأنوار، وإن درج قارضها، ومضى منشئها، أنا تجودتها في مجلسٍ واحدٍ مع تسعين من نظائرها. يريد أنه لسان قومه، ومدره عشيرته. ومعنى تجودت: اخترت عند الجمع جيدها. وهذا كما يقال: تنقيت الشيء وتخيرته. وقوله وتسعين أراد مع تسعين، فيكون انتصابه على أنه مفعول معه كقوله تعالى:" فأجمعوا أمركم وشركاءكم "، لأن المراد مع شركائكم. ويجوز أن تكون الواو عاطفةً منه، كأنه قال: قراها وقرى تسعين تماثلها. وقرى يجوز أو يكون من قريت الماء في الحوض، ويجوز أن يكون من قروت الأرض إذا تتبعته. ويجوز أن يكون القرى ما يطعم الضيف، فاستعاره كما قال: قرى الهم إذا ضاف الزماع كأن القوافي لما تواردت أحسن القيام بها، وجود القرى لها.
الحمولة: الإبل التي يحمل عليها. والحمولة بالضم: الأحمال، يقول: حين رأت هذه المرأة فقرنا وقلة إبلنا قالت منكرةً ومتعجبةً: أهذا مالكم فحسب. و " بجلا " في موضع الحال، والمعنى أهذا مالكم مكتفًى به. والأصل في بجل البناء على السكون، ودعت الضرورة إلى تحريكه فحركه بالفتح، وكان الواجب إذا حرك الكسر