للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما حولها، من الأرضين التي لا نبات فيها، في طولها وتجردها - قسيٌ نبعيةٌ رد ما عطف من أطرافها.

ثم قال: " كيف ترى مر طلاحياتها " على طريق التعجب منها، والإعجاب بها. وطلاحٌ بكسر الحاء: جمع طلحة، ويقال إبل طلاحيةٌ، إذا ألفت الطلح وأكلته، وقياسه إذا كسرت الطاء طليحة، لأن الجمع يرد إلى واحده، وهو صفة في النسب. قال الفراء في طلاحي إذا نسب إلى الطلح: هو بمنزلة أذانيٍ ورؤاسي، وأنافي، وإنما هذه النسبة تكون للأعضاء، فشبه طلاحيٌ به إذ كان ملازماً له، فصار كأنه منه. وقال غيره: قيل طلاحيٌ كما قيل نباطيٌ، وهو منسوب إلى النبط، وكيفما كان فإنه لم يجيئ على القياس الأكثر، وما هو الأصل. وقال الكسائي: إذا اشتكت الإبل بطونها عن أكل الأراك قيل: إبلٌ أراكي، وإن كان من الطلح قيل طلاحي بفتح الحاء مقصوراً.

وقوله " والحمضيات "، أراد ومر الحمضيات على علاتها، أي على ما يعترض لها من الأسباب الباعثة والمانعة، والأحوال المهيجة والمبطئة. وحرك الميم من الحمضيات لأن هذا مما غير في النسب. وقال أبو العباس المبرد: يقال حمضٌ وحمض، وإذا صح هذا فقد جاء على وجهه.

وقوله " يبتن ينقلن بأجهزاتها " أي ينقلن أجهزاتها، فزاد الباء تأكيداً وهو جمع الجمع، يقال جهازٌ وأجهزة وأجهزات، وهي الأمتعة.

وقوله " والحادي اللاغب " عطف الحادي على موضع " بأجهزاتها "، أي وينقلن الحادي والمعي لدوام حدائها. ويروى " بالغضويات "، وهي التي ترعى الغضا. قال:

فما وجد ملياع الهوى غضويةٍ ... بلوذ الشرى في غلةٍ وهيام

[وقال حكيم بن قبيصة]

لعمر أبي بشرٍ لقد خانه بشر ... على ساعةٍ فيها إلى صاحبٍ فقر

فمنا جنة الفردوس هاجرت تبتغي ... ولكن دعاك الخبز أحسب والتمر

<<  <   >  >>