يرجع فيها الى يقين، فلما لم يمكنة انزالى عما حاوله قال: انتصحنى، أي أدخلني في أمرك، وأجرني مجرى نصحائك، إني أمين لادغل في همتي، ولا خيانا في شأني، ولو خبرته بما التمس، وأطلعته على ما استشرح، كنت أنا غير أمين، فكيف أصير معه مؤتمناً، وذاك أني إن بحت بسرها فقد ضيعت أمانتها، والسر إذا جاوز اثنين خرج من أن يكون سراً. ومثل هذا قول جرير:
ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرك يا أميم ضنينا
؟؟ وقال نفر بن قيس، وبنو نفر رهط الطرماح:
ألا قالت بهيشة ما لنفر ... أراه غيرت منه المرأة ازدرته وأنكرت شحوبه وهزاله، وتغيره الدهور
وأنت كذاك قد غيرت بعدي ... وكنت كأنك الشعري العبور
كأن عما عهدته، فصرفت ذلك إلى أنه من مقتضيات الكبر، ومسببات القشف، وقالت مستفهمةً: ما لنفر، أرى الأيام أثرت فيه، والأحداث أضنته وهزلته، فأجابها من طريق إنكارها وقال: إن كان ذلك من عقب الأيام فإنها لم تغفل عنك ولم تهمل تغييرك أيضاً، فما أنكرته مني موجود فيك وظاهر على سحنتك ولونك، فقد كنت كالشعري العبور إشراقاً وتلألؤا، وقد حلت وتغيرت و " العبور " قيل فيه: هو من عبرت النهر، إذا جزته. وقيل: بل هو من عبرت به، إذا أشفقت عليه، كأنها إذا طلعت تعبر المال الراعية بحرها، وإذا سقطت فببردها. وقوله: وأنت كذاك "، الكاف الأولى للتشبيه، و " ذا " أشار به إلى ما أنكرت منه، والكاف الأخيرة للخطاب ولاموضع له من الإعراب، فهو حر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ف.