الندمان والنديم: من ينادمك على الشراب، ومثله في البناء سلمان وسليم، وحمدان وحميد، ورحمن ورحيم. ومعنى يزيد الكأس طيباً، أي بحسن عشرته، وأدب مجالسته يزداد شرب المدام وإدارة الكأس معه لذة. والمعنى: رب نديم على ما وصفته سقيته إذا تعرضت النجوم، أي أبدت عرضها للغيوب. ويقال: تعرضت الجبل، أي أخذت يميناً وشمالاً فيه، ولم أصتقم في الصعود. وقال:
تعرضى مدارجاً وسومى ... تعرض الجوزاء للنجوم
ومعنى قوله رفعت برأسه أنبهته من منامه، وأزلت عنه ماكان يداخله من الغم بلوم اللائمين إياه على معاطاة الشرب وإدمانه اللهو، بأن سقيته معرقة - وهي الصرف من الخمر، وقيل هي القليلة المزاج. ويقال: تعرقت الخمرة، إذا مزجتها. وأعرقه الساقي، إذا سقاه معرقاً. وقوله إذا تعرضت النجوم يشير به إلى الاصطباح.
فلما أن تنشى قام خرق ... من الفتيان مختلق هضوم
إلى وجناء ناوبة فكاست ... وهي العرقوب منها والصميم
انتشى ونشى وتنشى بمعنى سكر. والنشوة: السكر. وأراد بالخرق نفسه، وهو الكريم المتخرق بالعروف. والمختلق: التام الخلق. والهضوم، قال الأصمعي: هو المنفاق في الشتاء. وقال غيره: هو الكريم المفضال، كأنه يهضم ماله بأن يخرج منه أكثر من الواجب فيه. والوجناء، هي الناقة الغليظة الوجنتين. وقيل بل هي الصلبة، مأخوذ من الوجين، وهي الأرض الغليظة. قال الخليل: وقل ما يقال للجمل أو جن. والناوية: السمينة.
وقوله فكاست اختصر الكلام، والمراد فعرقبها فكاست. والكوس: المشي على ثلاث قوائم. وأراد بالصميم العضو الذي به القوام؛ يقال: هذا صميم الوظيف، وصميم الرأس. والعرقوب: عقب موتر خلف الكعبين فويق العقب من الإنسان وبين مفصل الوظيف والساق من ذوات الأربع. وعرقبته: قطعت عرقوبه. وقوله وهي