ويجوز أن يكون المعنى: ام اعرض نفسي عليه متعرفاً ما جاء به ليشركني في طرفه، ويجعلني إسوة نفسه.
وإذا اكتسى ثوباً جميلاً لم أقل ... يا ليت أن على حسن ردائه
يصف طيب نفسه بما يناله صاحبه من الخير، وينفرد به من زيادة تجمل، أو ظهور أثر نعمة، وقلة حسده له، وأنه لا يشتمل صدره فيه على غل، ولا ينطوى قلبه له على مكنون حقد لما يرى به من ظهور غنى، واتساع أمر، حتى يتمنى مكانته، ويختار الاستبداد بما أوتيه، أو مشاركته فيه. وقوله ياليت المنادى محذوف، وموضع ياليت نصب على أنه مفعول لم أقل، كأنه قال: لم أقل يا ناس، ليت أن على رداءه الحسن.
[وقال حسان بن حنظلة]
تلك ابنة العدوى قالت باطلاً ... أزرى بقومك قلة الأموال
إنا لعمر أبيك يحمد ضيفنا ... ويسود مقترنا على الإقلال
انتصب باطلاً على أنه مفعول قالت. ومن شرط القول أن يحكي ما بعده إذا كان جملة، تقول: قال زيد عمر وخارج. فإن كان ما بعده معنى جملة ولم يكن جملة كاملة انتصب على أن يكون مفعوله، كقولك قال زيد حقا وقال كذبا وصدقا. وموضع قوله أزرى بقومك قلة الأموال نصب على البدل من قوله باطلاً. ويجوز أن ينتصب باطلاً على أنه صفة لمصدر محذوف، كأنه قال قالت قولاً باطلاً، ويكون أزرى بقومك في موضع المفعول لقالت وقد حكاه لكونه جملة. وقوله قالت باطلا رفع على أنه خبر المبتدأ، وابنة العدوى ارتفع على أنه عطف البيان لتلك. ومعنى البيت: قالت ابنة العدوى زوراً من القول وباطلاً: لقد قصر بقومك فقرهم وقلة مالهم، وإعراض الدنيا عنهم! فأجبتها بقولي: إنا لعمر أبيك يحمدنا الضيف، ويشكرنا الزائر والمجتاز. والمعنى: ليس الاعتبار بكثرة المال واتساع الحال، فإنا وحق أبيك يحمدنا ضيوفنا إذا نزلوا بنا، فينصرفون مادحين لنا، وترى مقلنا ينال السيادة على إقلاله، ولا يؤخره ذلك عن رتبة أمثاله. وحذف من قوله إنا