للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه. ومثله قول الآخر:

ونعم إن قلتم نعما

لأن نعم أيضاً مبنيٌ على السكون فحرك آخره للضرورة بالفتح كما ترى. وقد يضاف بجل لكونه اسماً كما يضاف قد إذا كان بمعنى حسب. قال:

بجلى الآن من العش بجل

وفي قد جاء:

قدني من نصر الخبيبين قدى

والمال عندهم الإبل، ولهذا يطلقون فيقولون: المال في الرعي، لاشتهار لفظة المال عندهم بها.

إما ترى مالنا أضحى به خللٌ ... فقد يكون قديماً يرتق الخللا

الخلل الأول النقص، والخلل الثاني الفرجة بين الشيئين حتى يصح الرتق معه. وفي الكلام اختصارٌ، لأن المعنى أجبناها بأن قلنا: إن كنت ترين اختلال حالنا وانتقاص مالنا، وظهور الفاقة والفقر على صفحات ظواهرنا، فقديماً كان يسد الخل بمالنا، وترتق الفتوق بها، وترد عادية الشر بتفريقها. وقوله فقد يكون جعل اللفظ مستقبلاً وإن أراد المضي، لاستمرار الحال على طريقةٍ واحدة؛ وقد مضى مثله. ويجوز أن يكون حكى الحال، كقوله تعالى: " وكلبهم باسطٌ ذراعيه بالوصيد ".

قد يعلم القوم أنا يوم نجدتهم ... لا نتقي بالكمى الحارد الأسلا

قوله قد يعلم القوم الكلام في استعمال لفظ المستقبل هو على ما قدمناه في قوله فقد يكون قديما من البيت الذي قبله. فيقول: قد اشتهر من شأننا يوم البأس والشدة، ووقت احتماء الوطيس والتهاب النائرة، أنا لا نحجم فنتقي رماح الأعداء

<<  <   >  >>