للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرتفع جله على أنه مبتدأ ثان، والجملة خبر المبتدأ الول، وهو طعامه. وينتصب إذا من قوله جله من دم الفصد، لأنه الدال على جوابه.

وقال آخر:

لعمري وما عمري على بهين ... لقد ساءني طورين في الشعر حاتم

أيقظان في بغضائنا وهجائنا ... وأنت عن المعروف والبر نائم

بحسبك أن قد سدت أخزم كلها ... لكل أناس سادة ودعائم

فهذا أوان الشعر سلت سهامه ... معابلها والمرهفات السلاجم

أقسم بحياة نفسه، وخبر المبتدأ محذوف، والمراد: لعمري ما أقسم به؛ لأن اللام منه لام الابتداء، وجواب القسم لقد ساءني. وقوله ما عمري اعتراض، وقد مر القول في فائدته. والطور: التارة. أي تعرض لي مرتين بما ساءني. ثم أقبل عليه فقال: أيقظان؟ والمعنى: أأنت يقظان، أي منتبه في هجونا وبغضنا وعدواتنا، ونائم عن الخير والإحسان، وإسداء المعروف والبر والإفضال؟! ثم أخذ يهزأ به فقال: بحسبك. والمراد حسبك، لكنهم يزيدون الباء في المبتدأ، نحو قولك: بحسبكأن تفعل كذا، وفي الخبر أيضاً يزيدون، نحو قوله:

ومنعكها بشيء يستطاع

أي شيء يستطاع. وهذا أحد ما قيل فيه، وقال آخر:

بحسبك في القومأن يعلموا ... بأنك فيهم غنى مضر

والمعنى: كافيك أن ترأست على أخزم، وأخزم: رهط حاتم. ثم أزرى برياسته وبهم، فقال: ولكل طائفة من طوائف الناس رؤساء وعمد، وهذا يجري مجرى الالتفات. كأنه بعد ما قال ذلك التفت إلى من حوله يؤنسهم ويقول: ليس ذا بمنكر، فلكل قوم من يسوسهم ويدعمهم.

<<  <   >  >>