يريد: لقضى علي. وفي القرآن:" وإذا كالوهم أو وزنوهم "، يريد كالوا عليهم أو وزنوا عليهم. وأضاف اليقين إلى ضمير الخبر لأنه يريد المتيقن منه.
وحدثت قومي أحدت الدهر فيهم ... وعهدهم بالحادثات قريب
فإن يك حقاً ما أتاني فإنهم ... كرامٌ إذا ما النائبات تنوب
قوله " حدثت " يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، فالأول قام مقام الفاعل وضميره التاء، والثاني قومي، والثالث أحدث الدهر فيهم أحداثاً. وكما قال الآخر:
وإن تكلمك تبلت
يريد تبلت كلامها. ويجوز أن يكون أجرى قوله " أحدث الدهر فيهم " مجرى نكى الدهر فيهم، فاستغنى عن المفعول. وقوله:" وعهدهم بالحادثات قريب " يجوز أن يكون من جملة ما بلغ وأنبئ به، ويجوز أن يكون الواو للحال، كأنه نكى الدهر فيهم وحالهم قرب العهد بحوادثه، ويجوز أن يكون جارياً مجرى الاعتراض بين ما قبله وما بعده، وحقيقة معناه تصديقه لما خبر به، وأن قومه من الكرام الذين لا يسلمون على الدهر، بل يولع بالتأثير فيهم كما قال:؟ أرى الدهر يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد وإذا عزل هذا الاعتراض يكون الكلام: وحدثت قومي أحدث الدهر فيهم، فإن يك حقاً ما أتاني. ومعنى البيتين: أنبئت أن قومي نكى الدهر فيهم، وحمل أثقاله عليهم، فإن كان ما بلغت حقاً من إخناء الدهر عليهم، وسوء تأثيره فيهم، فإن أخبارهم كريمة في النوائب إذا نابتهم، ونفوسهم عزيزة تأبى الانقياد لما لا يحسن، والمطاوعة فيما يشين ولا يزن. وجواب فإن يك حقاً ما دل عليه قوله فإنهم كرامٌ،