للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: من كان يكره موضعه رفع بمعنى، كأنه قال: ذاك مني لمنقطع به، يعني بحاجته، من كان كارهاً لذم الناس، أوصائناً لشرفه. كأنه بين العلة في العناية به.

وقمت مستنبطاً سيفي وأعرض لي ... مثل المجادل كومم بركت عصبا

فصادف السيف منها ساق متلية ... جلس فصادف منه ساقها عطبا

زيافة بنت زياف مذكرة ... لما نعوها لراعي سرحنا انتحبا

انتصب مستبطناً على الحال من قمت، والمعنى: شغلت ربة بيتي بما رتبت من أمرهم، وقمت أنا حاملاً سيفي ومتقلداً له. ويقال: استبطنت فلاناً دونك، أي خاصصته؛ وتبطنت كذا: ودخلت فيه حتى عرفت باطنه. وقوله: أعرض لي أي أبدى عرضها لي نوق كأنها قصور، كمال جسم وبلوغ سمن. والكوم: جمع أكوم وكوماء، وهي العظام الأسمنة. وقوله: بركت إنما ضعف عين الفعل على التكثيرأو التكرير. وجعل إبله فرقاً باركة لشدة البرد، كما قال أبو ذؤيب الهذلي:

واعصوصبت بكراً من حرجف ولها ... وسط الديار رذيات مرازيح

وانتصب عصباً على الحال، وهو جمع عصبة.

وقوله: فصادف السيف منها ساق متلية أراد: عرقب ناقة منها. والمتلية هي التي لها ولد يتلوها، وقيل هي الحامل. والجلس: الصلبة المشرفة وقيل هي الواسعة الأخذ من الأرض. ومعنى: صادف منه، أي من السيف. والمعنى أن السيف والساق تصادما، فأبان السيف الساق منها. والزيافة، هي التي تزيف في مشيتها وتتبختر. جعلها بنت زياف استكراماً لعرقها وجوهرها. والمذكرة: التي تشبه الذكورة في خلقتها. وقوله: لما نعوها، الفاعلون هم الناس ولم يجر لهم ذكر، لكن المراد مفهوم فأضمره. أي بما ذكر الناس ما جرى عليها لراعي سرحنا، أي راعي مالنا السارحة

<<  <   >  >>