للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكاد يمسكه عرفان راحته ... ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

فائدة إلى قوله إلى مكارم هذا الانتهاء، والجملة في موضع المفعول لقال. والمعنى أن الكريم إذا انتهى إلى درجة مكارم هذا وقف، لأنها الغاية السامية، والمرتبة التي لا متجاوز منها إلى ما هو أعلى. ثم قال: هذا، يعني علي بن الحسين بن علي صلوات الله عليه الذي تعرف البطحاء وطأته من بين وطآت الناس إذا مشوا عليها وفيها. والبطحاء: أرض مكة المنبطحة، وكذلك الأبطح. وبيوت مكة التي هي للأشراف بالأبطح، والتي هي فر الروابي والجبال للغرباء وأوساط الناس. والحطيم: الجدار الذي عليه ميزاب الكعبة، فكأنه حطم بعض حجره. والأبطح والبطحاء وإن كانا صفتين فإنهما قد لحقا بالأسماء، لذلك جمعا الأباطح والبطحاوات. وانتصب عرفان على أنه مفعول له أي يكاد يمسكه ركن الحطيم لأن عرف راحته. ويستلم، بمعنى يلمس الحجر الأسود. يريد: أنه ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرف به هذه المواضع، فهي عارفة به، وإذا جاء إلى المستلم يكاد يتمسك به الركن تمييزاً لراحته عن راحة غيره. وأصل يستلم تناول الحجر باليد أو بالقبلة أو مسحه بالكف، فكأنه من السلام: الحجارة. قال الخليل: ولم نسمع أحداً يفردها.

أي القبائل ليست في رقابهم ... لأولية هذا أو له نعم

بكفه خيزران ريحه عبق ... من كف أروع في عرنينه شمم

يغضى حياء ويغضي من مهابته ... فما يكلم إلا حين يبتسم

يريد: أن طوائف الناس مغمورون بنعمه أو نعم سلفه، يعني النبي والوصي عليهما السلام، لأنهم اهتدوا بدعائهم، وفارقوا الهلك والضلالة بإرشادهم ودلالتهم فلا قبيل إلا ورقابهم قد شغلت بما قلدت من مننهم، وذممهم قد رهنت بما حملت من عوارفهم. وقوله بكفه خيرزان يعني به المخصرة التي يمسكها الملوك بأيديهم يتعبثون بها. وقوله ريحه عبق، إذا فتح الباء فمخرجه مخرج المصادر، كأنه نفس الشيء، أو على حذف المضاف، والأصل ذات عبق. وإذا كسرت فهو اسم الفاعل، ومعناه

<<  <   >  >>