للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله نصبنا له جوفاء يعني به قدراً كثيرة الأخذ، واسعة الجوف. والضبابة: ما يتعقب المطر من الظلمة الرقيقة والسحاب الركيك. وذكرها هاهنا مثل. ويروى: ذات صبابة، وهي البقية، أي يفضل ما فيها عن الآكلين لعظمها. والدهم: السود. والمبطان: العظيم البطن. ومفعال بناء المبالغة. وجعلها طويلة الركود لأنها إذا نصبت لم تنزل إلا بعد لأي كبرها، ولأنه لا يخف محملها فيتناول كل وقت. وقوله فإن شئت أثويناك، هذا تخيير منهم للضيف بعد إطعامه، ويقال: ثوى بالمكان، إذا أقام؛ وأثواه غيره. وانتصب مكرماً على الحال. والمعنى: إن أردت المقام أقمت مكرماً معظماً، وإن أردت التوجه في مقصدك، والارتحال لطيتك، بلغناك مقرك محمياً مشيعاً.

وقال آخر:

ومستنبح تهوى مساقط رأسه ... إلى كل شخص فهو للسمع أصور

يصفقه أنف من الريح بارد ... ونكباء ليل من جمادى وصرصر

حبيب إلى كلب الكريم مناخه ... بغيض إلى الكوماء والكلب أبصر

يعني بالمستنبح ضيفاً. ومساقط رأسه: جمع مسقط، ويعني به المصدر لا اسم المكان. ومعنى تهوي تقصد وتسرع. ويقال في القرس: إنه يساقط العدو سقاطاً. واسقط علينا، أي اقصدنا. وقال:

يساقط عنه روقة ضارياتها ... سقاط حديد القين أخول أخولاً

أي يزيلها ويبعدها. ومعنى تهوي مساقط رأسه، أي يساقط رأسه الشخوص سقاطاً سريعاً. وقوله فهو للسمع أصور أي مائل. والسمع: مصدر سمع. ومعنى البيت: رب مستضيف بنباحه يتسرع ميل رأسه ومهواه إلى كل شخص يمثل له، فهو مائل للسمع، ومنتظر متى يجيبه الكلام أو يتلقاه من ينزله.

وقوله يصفقه أي يضربه. والأنف من الريح: أوله. ومنه استأنفت الأمر. وكلأ ألف، إذا لم يرع. وقوله ونكباء ليل يريد: وريح تنكب عن مهاب الرياح الأربع، في ليلة من ليالي جمادى. وصرصر، أي ورد شديد. والصر والصرصر

<<  <   >  >>