المستشار لأمر القوم يحزبهم ... إذا الهنات أهم القوم ما فيها
لا يرهب الجار منه غدرةً أبداً ... وإن ألمت أمورٌ فهو كافيها
وصفته بجزالة الرأي، وبراعة النفس والعقل، وأن المرجع فيما يدهم القوم إليه، والمعتمد عندما يهجم فيهمهم عليه، فهم يستضيئون بتدبيره في ظلم الخطوب ويستكشفونه ما يتغشاهم من دواهي الأمور. والهنات: جمع هنةٍ، وهي كالكناية عن المنكرات، ولا تستعمل في الخير البتة. وقولها " أهم القوم " أي جعل من همهم. وموضع يحزبهم نصبٌ على الحال.
وقولها " لا يرهب الجار منه غدرةً " تصغه بحسن الوفاء فيما يعقد للجار من ذمةٍ، ويعطيه من عهد وموثقةٍ. فيقول: جاره آمنٌ لا يخاف ختلاً ولا مكراً وإن نزلت به أمور خارجة من الجوار فهو يقوم بها ويتكفل بالكفاية فيها. وانتصب " أبداً " على الظرف، وهو في المستقبل بمنزلة قط في الماضي.