للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضهم القول فى قوله:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم ... قالوا لأمهم بولى على النار

وزعم أنه مدح مع اتفاق الناس على أنه أهجى بيت.

آخر ونظر إلى جارية سوداء تخضب كفها فقال:

تخضب كفا بتكت من زندها

فتخضب الحناء من مسودها

كأنها والكحل فى مرودها

تكحل عينيها ببعض جلدها

وقوله " بتكت من زندها " منقطع مما قبله، كأنه خبر عنها، ثم دعا على كفها. ولا يجوز أن يتصل بما قبله، لأنه حينئذ يكون واقعا موقع الصفة للكف، والأمر والنهى والدعاء لا تكون صفات ولا صلات ولا أخبارا إلا بتأويل.

وقوله " فتخضب الحناء من مسودها "، يريد أن سواد لونها يغير من الحناء فيخضبه. والحناء وزنه فعال، والهمزة منه أصلية، بدلالة قولهم: حنأته بالحناء.

وقوله " فى مرودها " استقبح الزحاف فشدد الدال، ومثله:

تعرض المهرة فى الطول

آخر:

لعمرى لقد حذرت قرطا وجاره ... ولا ينفع التحذير من ليس يحذر

نهيتهما عن نورة أحرقتهما ... وحمام سوء ماؤه يتسعر

فما منهم إلا أتانى موقعا ... به أثر من مسها يتقشر

<<  <   >  >>