للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا خلوت بها كانت خلوتها كموجان العروق بالألم في مفاصل المنقرس، وإن جذبتها إلى نفسك مرتدياً بها قاسيت منها ما يقاسي المبرسم من عارضه، وإن ألقت قناعها سخنت العين بالنظر إليها. كأنها إذا تبرقعت تناهى افتقارك من كل منظرٍ يروق، ومطلع يعجب ويروع، في رد الطرف إليها. وقوله " فالفقر في غاية الفقر "، أي إذا تناهى الفقر، حتى لا يكون وراءه شيءٌ منه.

والمصائب: جمع مصيبة، وهي مفعلةٌ، وشبه مدتها بمدة فعيلة، وجمعت جمعها، والقياس مصاوب وقد جاء ولكنه في الاستعمال دون مصائب. وهذا مما شذ في القياس، أعني مصائب. ومصاوب شاذٌ في الاستعمال مطرد في القياس. وموفرة، أي مكملة. وقاصمة: كاسرة، أي رزية هكذا وداعية هكذا.

وقوله " كحطم الأنف "، الكسر للشيء اليابس. والحطام، ما تحطم، من ذلك. ورجل حطمٌ. وعيل به صبري، أي غلب. وفي المثل: " عيل ما هو عائله ".

وقوله " عدمت حديثها " دعاءٌ لنفسه وعليها، وهو من الحشو الحسن. ومثله في الدعاء وحسن الموقع قول الآخر:

إن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

وتفتر، أي تضحك، ومنه فررت الدابة. وقوله " جبلي طيٍ " يعني أجأ وسلمى، وإنما يعني اختلاف أسنانها وعظمها.

آخر:

لو تسمعت صوته قلت هذا ... صوت فرخٍ في عشه مزقوق

أو تأملت رأسه قلت هذا ... حجرٌ من حجارة المنجنيق

معملٌ قرض لحيةٍ لو تراها ... قلت عثنون هربذٍ محلوق

لم أعبه ألا يكون تقياً ... مؤمناً مبغضاً لأهل الفسوق

غير أني أردت أن ينظر النا ... س إلى خلق ربنا المخلوق

<<  <   >  >>