للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آخر:

أظن خليلي من تقارب شخصه ... يعض القراد باسته وهو قائم

آخر:

ولقد غدوت بمشرفٍ يافوخه ... عسر المكرة ماؤه يتدفق

أرنٍ يسيل من النشاط لعابه ... ويكاد جلد إهابه يتمزق

كأنه ألغز في هذا، وأراد بمشرف اليافوخ ذلك العضو.

وروي أن أعرابياً حضر مجلس أبي عبيدة، فألقى البيتين عليه، فذهب أبو عبيدة إلى أن الشاعر يصف به فرساً، وأخذ يفسره، فقال الأعرابي: حملك الله يا شيخ على مثله! ففطن أبو عبيدة وخجل. ومعنى يتدفق يتصبب شيئاً فشيئاً. والأرن النشيط، ويقال للمستن من النشاط: أرن يأرن أرناً. وقيل إن الأرن نشاط الخيل، كما أن الهبص نشاط الظباء. والسنن: نشاط الإبل، ومنه جاء في المثل: " استنت الفصال حتى القرعى ". والأشر: نشاط الإنسان. والإهاب: الجلد الذي هو أهبة ما وراءه من اللحم. كما أنه سميما يمسكه المسك. ولذلك قال " جلد إهابه " فأضاف الجلد إليه.

آخر:

لو تأتى لك التحول حتى ... تجعلي خلفك اللطيف أماما

ويكون الأمام ذو الخلقة الجب ... لة خلفاً مركناً مستكاما

لإذا كنت يا عبيدة خير ال ... ناس خلفاً وخيرهم قداما

يصفها بأنها قليلة اللحم على العجيزة، عظيمة البطن. فيقول: لو قدم مؤخرك وأخر مقدمك لارتضي خلفك وقدامك، لالتئام أعضائك، واعتدال مقاسمك. واستعمل الخلف والأمام استعمال المقدم والمؤخر فجعلا اسمين. والمركن: الذي له أركان. والجبلة: الغليظة. والمستكام، من الكوم، وهو الجماع. وانتصب خلفاً وقداماً على التمييز.

<<  <   >  >>