للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والبقيا: اسمٌ على فعلى، مبني من الإبقاء وفي معناه، والواو منه واو الحال، ولو لم يأت به لكان الكلام على الاستئناف والإنقطاع مما قبله. ويقال: لا آلو في كذا ولا آتلي، أي لا أقصر، ولا آلو كذا، أي لا أستطيعه.

فإلا أنل ثأري من اليوم أو غدٍ ... بني عمنا فالدهر ذو متطول

يقول مخبراً عن صبره وحسن رفقه في طلب الأمور، وأنه لا يتسلط عليه الملال وإن تراخى المطلوب، وتدافع الوقت في الحصول، فيقول: إن لم أدرك ثأري قريباً يا بني عمنا ففي الدهر تطاول، والزمان بتبديل الأبدال وتحويل الأحوال كافلٌ، وله ضامنٌ، وما يتعسر في وقتٍ يتيسر في آخر. وذكر اليوم والغد إشارةٌ إلى تقريب الوقت في المستقبل، كما يقال في الماضي: كان بالأمس يفعل كذا. ومتطول: مصدر مثل تطولٍ.

فلا يدعني قومي ليوم كريهةٍ ... لئن لم أعجل ضربةً أو أعجل

جزم " يدعني " بلا على أنه دعاءٌ، والمعنى: لا دعيت لكشف مكروه، ولا للدفع عن مظلومٍ، إن لم أعجل ضربة لمن وترني، أو يعجلها لي. والمعنى: إن لم أقتله أو يقتلني. وهذا الكلام وإن كان لفظه لفظ الدعاء فالمعنى معنى القسم. وقوله: " أو أعجل " أراد: أو لم أعجل لمثلها، فحذف. وفي هذا بيانٌ للتوعد بالإقدام، والتسرع إلى القتل أو الاستقتال بعد الإمكان.

أنختم علينا كلكل الحرب مرةً ... فنحن منيخوها عليكم بكلكل

هذا الكلام تهددٌ، وضمانٌ في أنه سيكافئهم على ما بدأوا. والمعنى: سنؤثر فيكم كما أثرتم فينا، وننزل الحرب بكم كما أنزلتموها بنا. ويقال: أنخت البعير فاستناخ وبرك. ولا يقال فناخ. وتقول في شدة التأثير: برك عليهم الدهر بكلكه، ووطئهم بمناسمه، وأنخى عليهم بجرانه. وهذا جعل الكلكل هو المناخ في صدر

<<  <   >  >>