للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا مر جامحاً. وقوله " في العنان " في موضع الحال، كما يقال: جاء فلانٌ في جبةٍ، أي وعليه جبةٌ. واللملمة: جمعك الشيء، وهو مثل اللم في المعنى وإن لم يكن من لفظه عندنا. ورواه بعضهم " إذا اعترمت " بالراء غير معجمةٍ، وجعله من العرام؛ وليس بشيءٍ.

دفعن على نعمٍ بالبرا ... ق من حيث أفضى به ذو شمر

هذا جواب رب إذا جعلت قوله " تلافيت ريعانها " من صفة " وخيلٍ " حملاً على ما يجيء عليه المجرور برب في الأكثر، من لزوم الوصف له؛ وقد جاء غير موصوفٍ وإن قل. وعلى هذا يكون تلافيت الجواب ودفعن من صفة الخيل. والمعنى دفعت هذه الخيل وأرسلت على إبلٍ واقفة بالبراق من حيث أداه إلى الفضاء ذو شمر، وهو مكانٌ. قوله " أفضى به " الضمير للنعم، وهو يذكر، يقال هذا نعمٌ واردٌ. والبراق: جمع برقة، وهو موضع فيه حجارةٌ بيضٌ وسودٌ؛ ومثله جبلٌ أبرق. أي لما حصل بالفضاء تلقيت بالخيل وشنت الغارة عليه.

فلو طار ذو حافرٍ قبلها ... لطارت ولكنه لم يطر

رجع إلى صفة الفرس لما ركضها في إثر الخيل المغيرة على النعم الذي وصفه، يقول: لو أن ذوات الحوافر جعل في قدرتها الطيران بآلةٍ تخصبها لطارت هذه الفرس، وكانت الأولى بذلك، لما فيها من النجابة والعتق، ولكن الطيران خص به ذو الجناح.

فما سوذنيقٌ على مربإٍ ... خفيف الفؤاد حديد النظر

رأى أرنباً سنحت بالفضاء ... فبادرها ولجات الخمر

يقول: ما شاهينٌ واقعٌ على محرسةٍ ذكىٌ شهم النفس، بعيد النظر حديد العين، سريع الإدراك، رأى أرنباً سنحت. ومعنى سنحت عرضت، يقال منه سنحت الحاجة. والأرنب: الأنثى من الأرانب. والذكر خززٌ. والكلام بعد مشغولٌ بصفة السوذنيق. أي رأى أرنباً اتفقت بالعراء واعترضت فسابقها إلى مداخل الخمر، ثم رجع عليها في طريقها لئلا تفوته بأسرع من فرس. والولجات: جمع ولجةٍ، وهي موضع الولوج، وموضع ولجات نصبٌ على أن يكون مفعول بادرها. والخمر: ما واراك من الشجر. ويقال: بادرت مكان كذا، وإلى مكان كذا.

<<  <   >  >>