وقوله ندي الكفين، أراد أنه سخيٌ. ويقال: هو يتندى على أصحابه، أي يتسخى. والشهم: الذكي الحديد، ومنه قيل للقنفذ الشيهم. والمدل هو الواثق بنفسه وبآلاته وعدته.
ظاعنٌ بالحزم حتى إذا ما ... حل حل الحزم حيث يحل
غيث مزنٍ غامرٌ حين يجدي ... وإذا يسطو فليثٌ أبل
وصفه بأنه مستعملٌ للحزم وآخذٌ به، ظاعناً كان أو مقيما. وأشاد بقوله ظاعنٌ إلى غزواته، وأسفاره وغارته؛ وبقوله حل الحزم حيث يحل إلى شدة حذره في إقامته، ودوام اتقائه من الأعداء حتى لا ينساهم ولا يغفل عنهم. وقوله غيث مزنٍ غامرٌ حين يجدي وصفه بأن منافعه عامةٌ للخلق. والمزنة: السحابة البيضاء. والغامر: الشامل جدواه وعطيته. وقوله وإذا يسطو فليثٌ أبل، الأبل: الفاجر المصمم الماضي على وجهه، لا يبالي ما لقي. والمراد أنه في الإحسان بالغٌ أقصى الغايات، وعند السطوة على الأعداء كالليث الكثير الإفساد، الشديد النكاية. والسطو: البسط على الإنسان تقهره من فوق. ويقال: سطا عليه وسطا به. وقال الخليل: سمي الفرس ساطياً لأنه يسطوا على سائر الخيل، فيقوم على رجليه ويرفع يديه.