للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأعشى:

وتبرد برد رداء العرو ... س بالصيف رقرقت فيه العبيرا

وتسخن ليلة لا يستطي ... ع أن ينبح الكلب إلا هريرا

وأما قوله يابس الجنبين من غير بوسٍ يريد أنه يؤثر بالزاد غيره على نفسه. وعادتهم التمدح بالهزال، فهو كقول الآخر:

تراه خميص البطن والزاد حاضرٌ ... عتيدٌ ويغدو في القميص المقدد

وقوله ندي الكفين، أراد أنه سخيٌ. ويقال: هو يتندى على أصحابه، أي يتسخى. والشهم: الذكي الحديد، ومنه قيل للقنفذ الشيهم. والمدل هو الواثق بنفسه وبآلاته وعدته.

ظاعنٌ بالحزم حتى إذا ما ... حل حل الحزم حيث يحل

غيث مزنٍ غامرٌ حين يجدي ... وإذا يسطو فليثٌ أبل

وصفه بأنه مستعملٌ للحزم وآخذٌ به، ظاعناً كان أو مقيما. وأشاد بقوله ظاعنٌ إلى غزواته، وأسفاره وغارته؛ وبقوله حل الحزم حيث يحل إلى شدة حذره في إقامته، ودوام اتقائه من الأعداء حتى لا ينساهم ولا يغفل عنهم. وقوله غيث مزنٍ غامرٌ حين يجدي وصفه بأن منافعه عامةٌ للخلق. والمزنة: السحابة البيضاء. والغامر: الشامل جدواه وعطيته. وقوله وإذا يسطو فليثٌ أبل، الأبل: الفاجر المصمم الماضي على وجهه، لا يبالي ما لقي. والمراد أنه في الإحسان بالغٌ أقصى الغايات، وعند السطوة على الأعداء كالليث الكثير الإفساد، الشديد النكاية. والسطو: البسط على الإنسان تقهره من فوق. ويقال: سطا عليه وسطا به. وقال الخليل: سمي الفرس ساطياً لأنه يسطوا على سائر الخيل، فيقوم على رجليه ويرفع يديه.

مسبلٌ في الحي أحوى رفلٌ ... وإذا يغزو فسمعٌ أزل

وله طعمان: أريٌ وشريٌ ... وكلا الطعمين قد ذاق كل

<<  <   >  >>