الجبال، وتقتلع الأشجار؛ فلما جرى الأمر بخلافه أخبرت متوجعة ومتحسرة، فقالت: إن بطن العقيق ومنابت أثله بما تحويه أرى مقيماً في جواري على ماكان عليه، وأخي يزيد قد دعاه محتوم القضاء فذهب به غوائله. ويقال غالته الغوائل، أي أهلكته المهلكات، وهذا كما يقال: علقت به العلوق. وانتصب (مقيماً) على أنه مفعول ثان لأرى، ومجاورى في موضع الجر على أنه صفة لبطن العقيق.
فتى قد قد السيف لا متضائل ... ولا رهل لباته وأباجله
وصفه بأنه في خلقةالسيف تجريداً واقتضاباً، وعلى خلقه مضاء ونفاذاً. وقوله (لا متضائل) يريد أنه شهم حي النفس والقلب، جريء المقدم، لا يتخاشع لشيء ولا يتماوت على حدث. والضؤولة، أصله الدقة. والرهل: المسترخي. يصفه بقلة اللحم على الصدر والساق. والأباجل: جمع أنجل، وهو عرق. وذكر الأباجل وهو يريد مواضعها. وجمعه كما يقال وهو ضخم الثعانين، كأنه أراد ما حوله.
اذا نزل الأضياف كان عذوراً ... على الحى حتى تستقل مراجله
العذور: السئ الخلق، القليل الصبر فيما يطلبه ويهم به. واذا ظرف " لقوله (كان عذوراً) . وصفه بأنه يجمع الحى لأمره فيطاع، لسيادته وجلالة محله، وأنه اذا نزل به الأضياف قام بنفسه في اقامة القرى لهم، غير معتمد على أحد فيه، وأنه يعرض له وفي خلقه عجلة يركبها، وتشدد في الأمر والنهي على جماعة الحي به يصرفها، حتى تنصب المراجل، وتهيأ المطاعم؛ فاذا ارتفع ذاك على مراده عاد الى خلقه الأول. والمراجل: جمع مرجل، وهي القدر العظيمة النحاسية، واستقلالها: انتصابها على الأثافى. وحتى تستقل، أراد لتستقل وكى تستقل. أي كان عذوراً لذلك الشأن.
يقول: أجاب داعيه فمضى لوجهه، وورثناه دريس مفاضة. فانتصب دريس على أنه مفعول ثان. ويقال: ورثته كذا وورثت منه كذا. فعلى هذه اللغة كان أصله ورثنا منه، فحذف الجار، ووصل الفعل فعمل. والدريس: الخلق من الدرع وغيره، لأنه كأنه فعيل بمعنى مفعول. والجمع الدرسان. والمفاضة: الدرع الواسعة. وأبيض، أي