للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى رحبت بلادك بكسر الحاء ترحب رحباً. والرحبة والرحبة، واحد وهما ساحة المسجد.

في قوله (ولو خفت) يريد بخفت رجوت، وهم يضعون كل واحد من الرجاء والخوف موضع الآخر. ألا ترى قولع تعالى: إنهم كانوا لا يرجون حساباً، أي لا يخافون. وقول الآخر، وهو الهذلي: (يرجون لسعه) . يعني النحل. فيقول: لو رجوت أني إذا تكرهت الشيب وتسخطته، وكففت عن إظهار الرضا به والسرور لطلعته فارقني وانحرف عني، لرمت ذلك، ولكن إذا حل مايكرهه فطاوعت نفسه به، وتلقاه بالصبر عليه، كان ذلك أعون على زوال الكراهة فيه، وإلا اجتمع وجهان مما يشق نزوله به، واغتنامه له. وقوله (فسامحت به النفس) أي ساهلت. ومنه قيل: عود سمح أي لا ابن فيه. ومما يجري مجرى المثل: (إذا لم تجد عزا فسمح) أي لن وهن. وقوله (كان للكره أذهبا) كان الحكم أن يقول أشد إذهاباً، لأن الفعل منه ليس بثلاثي. ولكن على طريقة سيبويه يحىء أن يبنى فعل التعجب مما كان على أفعل أيضأ، وإن كان الباب على الثلاثي. ةقد يمكن أن يقال: إنما قال (أذهبا) على حذف الزوائد. ألا ترى قوله:

فإن وجدنا العرض أفقر ساعة ... إلى الصون من برد يمان مسهم

والفعل لم يجيء إلا افتقر، فكأنه نوى حذف الزوائد ورده إلى فة، وعليه جاء (فقير) وإن لم يستعمل الفعل.

وقوله (ولكن إذا) لكن جاء في هذا المكان لترك قصة إلى قصة، وهي إذا جاءت عاطفة كانت لاستدراك بعد النفي. وجواب (لو) في قوله: لو خفت (رمت أن يتنكبا) ، وجواب إذا من قوله (إذا ما حل كره) : (كان للكره أذهبا) . ويوماً انتصب على الظرف، والعامل فيه حل، واسم كان ما دل عليه قوله سامحت، كأنه قال: كان المسامحة أذهب للكره.

<<  <   >  >>