قوله فأشبع شربه يعني من النافة المعقورة. وجعل الجاري عليهم بأبريقين والكأس ملأى تقطر؛ لأن شربهم كان بداراً. ثم وصف الخمرة فقال: أحمر فاقع. ويروى مثل ما نصع والمراد خلص. والحميا مصغر لا مكبر له، وقد تقدم القول في بنائه. وكميت: مصغر مرخم، والمراد به تكبيره، وهو أكمت، لذلك جمع على كمت. ومثله فرس ورد، ثم قيل خيل ورد، لأنه أريد به أفعل. ومما جاء مصغراً قولهم كعيت، وهو طائر، وجميل، والثريا، والغبيراء، والمريطاء، واللجين، وهنيدة.
وقوله ترنح شربهم أي لشدتها تويل قواهم، فكأنهم أسارى نزفت دماؤهم. ويقال: ضربته حتى رنحته، أي غشى عليه.
فقمنا والركاب مخيسات ... إلى فتل المرافق وهي كوم
كأنا والرحال على صوار ... برمل خزاق أسلمه الصريم
يروى محبسات أي معقولات مناخة بالفناء، وهو الوجه. وروى بعضهم: مخيسات أي مذللات، لكي إذا ركبت للهو، وفي حالة السكر كما فعله هؤلاء، لم تعسف بركبانها، ولم تأت العرضنة فس سيرها. والفتل: جمع أفتل وفتلاء، وهي البعيدة المرفق عن الزور. والكوم: العظام الأسمنة. وقال الخليل. الكوم، العظم في كل شيء. وقوله كأنا والرحال شبه ركائبهم بقطيع من البقر بالرمل الذكور، أسلمه الصريم إلى الصيادين والكلاب، فخفت وعدت. والصريم استعمل في الصبح والليل جميعاً، لأن كل واحد منهما ينصرم عن صاحبه وقت السحر. وإنما ركبوا بعد الاصطباح للتنزه أو في بطالة حضرتهم.