للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقع مطر؛ إذ كان التبرك بها، والاستسعاد الشامل بمكانها، يقوم مقام كل خصب. وقوله لم نبل جزمه مرتين لأنه كان نبالي، فدخل الجازم عليه فحذف له الياء فصار لم نبال، ثم أسكن اللام بعد أن طلب تخفيفه لكثرته في الكلام، فالتقى ساكنان: الألف واللام، فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار لم نبل، ومثل هذا لا ينقاس. وقوله على جدبنا في موضع الحال، تقديره مجدبين. ويقال: صاب المطر يصوب، إذا وقع. والربيع: المطر. ويقال: ما باليت بكذا وكذا وبالية. أي لم نبال بأن تنقطع الأمطار على ما بنا من جدب.

وقال آخر:

ألما على الدار التي لو وجدتها ... بها أهلها ما كان وحشاً مقيلها

وإن لم يكن إلا معرج ساعة ... قليلاً فإنى نافع لي قليلها

يامر صاحبيه بزيارة دار حبيبه، ولو كان ساعة. وخصص الدار بقوله التي لو وجدتها بها أهلها، والمعنى التي لو وجدتها مأهولة ما كان موضعها وحشاً، أي خالياً موحشاً، لكثرة أهلها وكثرة غواشي النعم فيها. وفي الحديث. أن قريشاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لأكرم مقاماً وأحسن مقيلاً، أي موضعاً، فأنزل الله عز وجل: " أصحاب الجنة " - يعني النبي عليه السلام وأصحابه - " يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ". ويقال: بات فلان وحشاً، أي خالي البطن؛ وتوحش للدواء. وقوله وإن لم يكن إلا معرج ساعة، يريد إلا تعريج ساعة، وعطف ساعة. ولم يرض بأن أضاف المعرج إلى الساعة حتى وصفه بقوله قليلاً، وهذا على هذا التقدير يكون من الصفات المؤكدة، لا المفيدة، كما يجيء الحال كذلك. ولا يمتنع أن يريد تعريجاً قليلاً في ساعة، فيكون الصفة مفيدة. وقوله فإني نافع لي قليها، يجوز أن يرتفع قليلها بنافع، ونافع خبر إن، كأنه قال: فإنى ينفعني قليها. ويجوز أن يكون قليلها مبتدأ ونافع خبر له مقدم عليه، والجملة في موضع خبر إن، والتقدير إنى قليلها نافع لي، وانتصب معرج على أنه خبر لم يكن، أراد: وإن لم يكن الإلمام إلا معرج ساعة.

<<  <   >  >>