واسمه مضمر، وهو ضمير الأمر، والجملة في موضع الخبر. وقوله غير منطق انتصب على أنه استثناء خارج. ويلهى به من لهوت عن كذا ولهيت، ألهو لهواً، وألهى لهيا، إذا انصرفت عنه. والمتبول: المصاب بذحل وتبل.
لهم رثية تعلو صريمة أمرهم ... وللأمر يوماً راحة فقضاء
وإنى لراجيكم على بطء سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاء
الرثية: الضعف. والصريمة: ما يقطع من العزيمة ويجزم إمضاؤه بعد العقيدة، فيقول مصوراً حالهم في التفريط والإهمال: متى هموا بإنفاذ عزائمهم، وتشديد شكائمهم، وإنجاز ما يتنجز عليهم من مواعدهم، أو يهتمون لرحض درن العار عن شيمهم وأخلاقهم، ولسد طريق العار والتعبيرعن مذاهبهم وأفعالهم، علا همهم وهمتهم وهن وفشل، وملك قيادهم ومقودهم ضعف وكسل. ثم أخذ يتهكم ويهزأ فقال: والمرء في أمره يمضي يوماً ويكف يوماً، فما يجبر كسر التعب إلا التعب ما يتعقبه من الراحة. وقوله فإنى لراجيكم على بطء سعيكم، يريدأنهم على تباطئهم وتأخر فعالهم عن مقالهم مرجوون، كما أن الحاملات على تأخر وضعهن مرجوات، فأنا ناظر في أعقاب الأمل متى يتحقق. وقوله فقضاء أي فقضاء يوماً آخر. وقوله كما في بطون الحاملات رجاء أي أرجوكم مثل ذلك الرجاء.
فهلا سعيتم سعى عصبة مازن ... وهل كفلائي في الوفاء سواء
لهم أذرع باد نواشر لحمها ... وبعض الرجال في الجروب غثاء
كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
هذا الكلام بعث وتحضيض. وهلا: حرف إغراء وتحضيض. وذكر بني مازن تحريكاً منهم، وليوجعهم بتفضيل غيرهم عليهم. وقوله وهل كفلائي، فالكفيل: الضامن للشيء: وهذا المصراع التفات، كأنه لما هجن فعلهم وقرعهم، وأطرى غيرهم مؤثراً عليهم. التفت إلى من حوله فقال: وهل ضمنائي مستوون في الوفاء