كتاب عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان [565 - 628 هـ]

سنة ٦١٩ - ذكر بقية الحوادث - ج: 4 - ص: 82

ومنها أن الملك المعظم أرسل الصدر البكري (١) محتسب دمشق إلى جلال الدين ابن خوارزم شاه يستعينه على أخويه الكامل والأشرف اللذين قد تمالآ عليه، فأجابه إلى ذلك بالسمع والطاعة، ولما عاد البكري أضاف إليه مشيخة (٢) الشيوخ مضافا إلى الحسبة (٣).

ومنها أنه وقعت حروب كثيرة بين القفجاق والكرج، وقتال كثير بسبب ضيق بلاد القفجاق عليهم (٤).

ومنها أن الملك الأشرف سار إلى خدمة أخيه الملك الكامل وأقام عنده بمصر متنزها [٤٣٣] إلى أن خرجت هذه السنة (٥).

ومنها أنه ولي قضاء القضاة ببغداد أبو عبد الملك محمد بن فضلان (٦).

ومنها أن الكرج خرجوا ونهبوا بيلقان (٧) في هذه السنة، وذلك أن التتار لما أخربوها وساروا عنها، وتراجع من سلم من أهلها وعمروها ما أمنكهم، فبينما هم كذلك إذ هجم عليهم الكرج ووضعوا السيف في أهلها، وجرى هذا جميعه وصاحب بلاد أذربيجان أزبك بن البهلوان بتبريز لا يتحرك له همة، بل قد قنعت همته بالأكل والشرب والفساد (٨).

ومنها أن بدر الدين لؤلؤ مَلَكَ قلعة شوش من أعمال الحميدية؛ وسبب ذلك أن صاحبها زنكي ابن أرسلان سار إلى أذربيجان ليخدم عند صاحبها أزبك، وأقطعه إقطاعا عنده فبقى هناك، فسير بدر الدين عسكرا إليها فحاصرها وأخذها من نوابه (٩).

ومنها أن الملك المسعود يوسف الملقب بأُطْسِزْ والعامة يسمونه أَقْسِسْ، وهو ابن الملك الكامل بن الملك العادل، حج بالناس من اليمن، وكان قد استولى على اليمن

---

(١) الصدر الكشهني في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٥ وهو صدر الدين أبو الحسن محمد بن أبي الفتح.
(٢) مشيخة الشيوخ: يراد بها الإشراف على دور الصوفية (الخانقاهات). نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٢٠، حاشية (١).
(٣) ورد هذا الخبر في الذيل على الروضتين؛ ص ١٣١، نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١٢٠؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٥؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤١٠.
(٤) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٠، ص ٤٣٠؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٠٨ - ١٠٩؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٠٦.
(٥) ورد هذا الخبر في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ١١٩.
(٦) "محمد بن فلان" في البداية والنهاية، كما ورد هذا الحدث فيه، ج ١٣، ص ١٠٦.
(٧) بيلقان: مدينة قرب الدربند، وتُعَد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان. معجم البلدان، ج ١، ص ٧٩٧ - ص ٧٩٨.
(٨) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٠، ص ٤٣٢ - ص ٤٣٣؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١١٣ - ص ١١٤.
(٩) ورد هذا الخبر في الكامل، ج ١٠، ص ٤٣٣؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١١٥.