للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالناس من الشام بدر الدين دلدروم، ورحل من الشام في الثامن عشر من شوال وصحبته الملك المحسن ابن السلطان صلاح الدين وجاور في تلك السنة، وودعهم السلطان الملك العادل إلى الكسوة، وحج معه تلك السنة شيخ الشيوخ صدر الدين بن حمويه وأولاده وشبل الدولة الحسامي وخلق كثير.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

حنبل بن عبد الله بن الفرج بن سعادة الرصافي الحنبلي، راوي مسند الإمام أحمد - رضي الله عنه - عن أبي الحصين عن ابن المهذب عن ابن مالك عن عبد الله بن أحمد عن أبيه. عمر تسعين سنة، وخرج من بغداد فأسمعه بإربل واستقدمته ملوك دمشق إليها، فسمع الناس عليه بها المسند، وكان الملك المعظم يكرمه ويأكل عنده على السماط من الطيبات فتصيبه التخمه كثيرًا لأنه كان ضيق الحال خشن العيش ببغداد. وكان الكندي إذا دخل على المعظم يسأل عن [٣١٢] حنبل (١) فيقول: هو متخوم. فيقول: أطعمة العدس. فيضحك المعظم، ثم أعطاه مالًا جزيلًا ورده إلى بغداد فتوفي بها في هذه السنة، وكان مولده سنة عشر وخمسمائة. وقال أبو شامة: مات في رابع عشر محرم سنة أربع وستمائة ودفن بباب حرب.

عبد الرحمن بن عيسى بن أبي الحسن البزوري الواعظ البغدادي، سمع من أبي الوقت وغيره واشتغل على ابن الجوزي في الوعظ، ثم حدثته نفسه بمضاهاته وشمخت نفسه واجتمع عليه طائفة من أهل باب البصرة، وتزوج في آخر عمره وقد قارب السبعين بصبية، فاغتسل في يوم بارد فانتفخ ذكره فمات في هذه السنة، وكان مولده في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وفي المرآة (٢): وكانت وفاته في صفر في هذه السنة.

أبو محمد جعفر بن محمد بن محمود بن هبة الله بن أحمد بن يوسف الإربلي، كان فاضلًا في علوم كثيرة في الفقه على مذهب الشافعي، والحساب والفرائض والهندسة والأدب والنحو وما يتعلق بالقرآن العزيز، ومن شعره الحسن الجيد:


(١) ورد هذا الخبر بتصرف في البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٥٥.
(٢) السبط، ج ٨، ص ٣٥٠، الذيل على الروضتين، ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>