للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة التاسعة والتسعين بعد الخمسمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، والسلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب مقيم في دمشق، وأرسل إلى ولده الملك الأشرف، وأمره بمحاصرة ماردين، فحاصرها وضايقها، ثم سعى الملك الظاهر صاحب حلب إلى العادل في الصلح، فأجاب على أن يحمل إليه صاحب ماردين مائة ألف وخمسين ألف دينار، ويخطب له ببلاده ويضرب السكة باسمه ويكون بخدمته متى طلبه، فأجيب إلى ذلك واستقر الصلح عليه، وأرسل العادل وانتزع ما كان بيد الملك الأفضل، وهي رأس عين، وسروج، وقلعة نجم (١)، ولم يترك بيده غير شميساط (٢) فقط، فأرسل الأفضل والدته ودخلت على الملك المنصور صاحب حماه ليرسل معها من يشفع في الأفضل عند الملك العادل في إبقاء ما كان بيده، وتوجهت أم الأفضل وتوجه معها من حماه القاضي زين الدين بن هندي إلى الملك العادل، فلم يجبها العادل ورجعت خائبة، وقال ابن الأثير مؤلف الكامل: وقد عوقب البيت الصلاحي مثل ما فعله والدهم السلطان صلاح الدين لما خرجت إليه نساء الأتابكي وفي جملتهن بنت نور الدين الشهيد يشفعن في إبقاء الموصل على عز الدين مسعود فردهن ولم يجب إلى سؤالهن، ثم ندم رحمه الله على ردهن، فجرى للأفضل بن صلاح الدين مع عمه العادل مثل ذلك، ولما جرى ذلك أقام الأفضل بشميساط وقطع خطبة عمه الملك العادل، وخطب للسلطان ركن الدين سليمان بن قليج أرسلان بن مسعود السلجوقي صاحب الروم. (٣)

وفيها أخرج الملك العادل الملك المنصور محمد بن العزيز بن صلاح الدين من مصر إلى الشام فسار بوالدته وأقام بحلب عند عمه الملك الظاهر (٤). وقال ابن كثير:


(*) يوافق أولها ٢٠ سبتمبر ١٢٠٢ م.
(١) قلعة النجم: قلعة حصينة مطلة على الفرات على جبل تحتها ريض عامر وعندها جسر يسمى جسر منبج، انظر معجم البلدان، ج ٤، ص ١٦٥.
(٢) ورد هذا الخبر بتصرف في الكامل، ج ١٠، ص ٢٨١؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٣٤؛ نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٦.
(٣) ورد هذا الحدث باقتضاب في الكامل، ج ١٠، ص ٢٨٣. ولمعرفة المزيد من التفصيل ارجع إلى المختصر، ج ٣، ص ١٠.
(٤) ورد هذا الحدث باقتضاب في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>