للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاملتك معه فكيف يكون حالك مع ولدى، ثم أنه قبض عليه وأخذ منه أربع مائة مملوك وأموالًا جمة وذخائر عظيمة وأمتعة جليلة وقتله وسلم البلد إلى ولده جلال الدين.

وفيها (١) هرب يلدز إلى لهاور فلقيه صاحبها جلال الدين قباجة وهو من مماليك شهاب الدين الغورى ومعه خمسة عشر ألف فارس ومع يلدز ألف وخمسمائة فارس، فالتقيا فانهزم أكثر عسكر يلدز وأخذت الفيلة التي معه ولم يبق معه غير فيلين، فقال للفيال: أحمل واقصد العَلمَ الذي على رأس الملك، وقال بالعجمية: إما أن أملك أو أموت وحمل فانهزم قباجة وملك يلدز لهاور، وملك دهلة (٢) وكان صاحبها الترمش من مماليك شهاب الدين الغورى، وقد ملكها بعد سيده فلما سمع بيلدز سار إليه في عساكره فالتقوا فانهزم يلدز وأخذ فقتل، وكان عادلًا محسنا إلى الغرباء والتجار.

[ذكر قتل منكلي]

سبب (٣) ذلك [٣٥٢] أنه قتل أيدغمش كما ذكرنا فأرسل الخليفة ينكر عليه ذلك، وأرسل الخليفة إلى الأمير أزبك بن البهلوان صاحب أذربيجان يحرضه على منكلي ويعده النصرة، وأرسل إلى جلال الدين الإسماعيلى صاحب قلاع الإسماعيلية ببلاد العجم بأمره بمساعدة أزبك على قتال منكلي، واستقرت القواعد بينهم على أن يكون للخليفة بعض البلاد ولأزبك بعضها ويعطى بعضها لجلال الدين، فلما استقرت القواعد على ذلك جهز الخليفة عسكرًا كثيرا وجعل مقدمهم مظفر الدين سنقر الملقب بوجه السبع صاحب إربل وشهر زور وأعمالها يأمره أن يحضر بعساكره ويكون مقدم العساكر جميعها وإليه المرجع في الحرب، فحضر وحضر معه عسكر الموصل وبلاد الجزيرة وساروا إلى همذان، فاجتمعت العساكر فانزاح منكلي من بين أيديهم وتعلق بالجبال وتبعوه إلى أن نزلوا بسفح جبل هو في أعلاه بالقرب من مدينة كرج (٤) وضاقت الميرة والأقوات على العسكر الخليفى فالتقوا هم ومنكلي في يومهم ذلك وثانيه فهرب ليلا في نفر يسير من


(١) انظر الكامل، جـ ١٠، ص ٣٦٧.
(٢) دهلة، هي دلهي الحالية في الهند.
(٣) لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الحادثة انظر الكامل، جـ ١٠، ص ٣٦٤ - ص ٣٦٥.
(٤) كرج: مدينة من همذان، وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرب، انظر: معجم البلدان جـ ٤، ص ٢٥٠ - ص ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>