للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي تاريخ بيبرس (١): ثم سار إلى أنطاكية، وكان في طريقهم نهر فنزلوا عنده، فعبر الملك النهر ليغتسل، فمرض فمات وكفى الله شره [٨٦].

وفي المرآة: أراد الملك أن يسبح في نهر طرسوس وكان ماؤه باردا، فنهره وقالوا لا تفعل، فأنت متعوب، فقال لا بدّ من ذلك، فسبح فيه، فأخذته الحمى، فأقاموا على النهر بسببه، فأوصى إلى ولده الذي كان في صحبته، ومات، فسلقوه في خلّ وحملوا (٢) عظامه ليدفنوها في القدس. وذكر صاحب النوادر (٣). نزل على شط بعض الأنهار، فأكل خبزًا ونام ساعة، وانتبه، فتاقت نفسه إلى الاستحمام في الماء البارد، ففعل ذلك وخرج، وكان من أمر الله أن تحرك عليه مرض عظيم من الماء البارد فمكث أياما قلائل ومات، ولما شاهد لافون ملك الأرمن هذا، هرب وتحصّن في بعض حصونه واحتمى هناك.

ذكر إقامة ابن المَلك مقامَه

ولما هلك اللعين المذكور أقيم ولده الأصغر في الملك بعده، وقد تمزق شملهم وتفرق جمعهم (٤).

وفي المرآة (٥): ولما مات اختلفوا على ولده؛ لأنه كان له أخ أكبر منه، وكانوا يميلون إليه، فتأخر عنه أكثرهم، ودخل أنطاكية في جيش قليل. وفي تاريخ بيبرس (٦): وكان معهم ولده فصيروه ملكا عليهم، فاختلفوا عليه ومال بعضهم إلى أخيه، فسار فيمن بقى معه وعرض جماعته، فكانوا نيفا وأربعين ألفا، ووقع فيهم الوباء، وتخطفهم عسكر حلب وغيرهم، ثم ساروا إلى طرابلس، فلم يبق منهم سوى ألف، ثم ركبوا البحر وقصدوا عكا، ثم أجمعوا على العود إلى بلادهم في البحر، فغرق بهم المركب ولم ينج منهم أحد. وأرسل قليج أرسلان صاحب الروم يُعلم السلطان صلاح الدين بذلك، وبلغ الفرنج هلاكهـ فأشعلوا النيران حزنا عليه (٧).


(١) ورد هذا النص في الكامل، جـ ١٠، ص ١٩٤؛ وانظر أيضًا نهاية الأرب، جـ ٢٨، ص ٤٢٤.
(٢) "جعلوا" في مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٢٥٨.
(٣) النوادر السلطانية، ص ١٢٥.
(٤) ورد هذا النص بتصرف في النوادر السلطانية، ص ١٢٤، الروضتين، جـ ٢، ص ١٥٥،
(٥) مراة الزمان، جـ ٨، ص ٢٥٨.
(٦) ورد هذا النص في الكامل، جـ ١٠، ص ١٩٤ - ص ١٩٥.
(٧) لمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذا الحدث انظر: الكامل، جـ ١٠، ص ١٩٤ - ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>