للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذلك رد المُلْك إلى أصحابه ومماليكه. فبلغ الخبر الملك الأوحد، وقد وافاه عسكر من الجزيرة، فقوى بهم وحصر خلاط، فاختلف أهلها، فمال إليه بعضهم حسدًا للآخرين، فملكها وقتل بها خلقًا كثيرًا من أهلها، وأسر منهم جماعة، فلم يَسلم إلا القليل، فسير الأسارى إلى ميافارقين. وكان كل يوم يرسل إليهم يقتل جماعة، وذل أهل خلاط بعد هذه الوقعة.

ومنها أنه ملك أبو بكر بن البهلوان (١) مراغة وسببه أن صاحبها علاء الدين بن قرا سنقر مات في هذه السنة وولي بعده ابن له طفل، وقام بتدبير دولته خادم من مماليك أبيه فعصي عليه أمير كان مع أبيه، وجمع جمعًا كثيرًا فأرسل إليه الخادم من عنده من العسكر، فقاتلهم ذلك الأمير فانهزموا واستقر [ملك] (٢) ولد علاء الدين إلا أنه لم تطل أيامه، وحانت وفاته فمات أول سنة خمس وستمائة وانقرض أهل بيته ولم يبق منهم أحد، فلما توفي سار نصرة الدين أبو بكر بن البهلوان من تبريز إلى مراغة فملكها واستولى على جميع مملكة آل قراسنقر ما خلا قلعة روندور (٣) فإن الخادم اعتصم بها وعنده الخزائن والذخائر، فامتنع على الأمير أبي بكر بن البهلوان.

[ذكر بقية الحوادث]

منها أن الملك العادل أمر بتجديد قلعة دمشق، ووظف على كل ملك من أهل بيته وأمير من أكابر أمرائه برجًا من أبراجها فعمروها من أموالهم خدمة له.

ومنها أنه كمل الملك الكامل بناء قلعة الجبل المطلة على القاهرة وتحول إليها من دار الوزارة. قال بيبرس (٤): وعدة من سكنها من الملوك - إلى حين تسطير [٣١٠] هذا المصنف المبارك - أربعة عشر ملكًا، من الملوك الأيوبية ثلاثة، ومن ابتداء الدولة التركية إلى الآن أحد عشر ملكًا يأتي ذكرهم واحدًا فواحدا، ولما سكن الكامل القلعة المذكورة نقل أولاد العاضد من القصر إليها، وبنى لهم بها صورة اعتقال ولم يزالوا به إلى


(١) انظر معجم الأنساب، ج ٢، ص ٣٤٩؛ وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٢٠٨.
(٢) ما بين حاصرتين إضافة من الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٣.
(٣) روين كذا في الكامل، ج ١٠، ص ٣٤٣، وهي قلعة من أعمال أذربيجان قرب تبريز - انظر، معجم البلدان، ج ٢، ص ٨٧٥.
(٤) ورد هذا الخبر في نهاية الأرب، ج ٢٩، ص ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>