للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أوقع السلطان جلال الدين بالتركمان الإيوانية (١) بأسا شديدا، وكانوا يقطعون الطريق على المسلمين، ويشوشون عليهم (٢).

[ذكر ماجريات بنى أيوب]

وفى تاريخ بيبرس: ولما اتفق الملك المعظم، والسلطان جلال الدين، ومظفر الدين ابن زين الذين، وصاروا يداً واحدة، وقع الاتفاق بينهم على أن يقصد مظفر الدين صاحب إربل بدر الدين صاحب الموصل، ويحصر بلاده؛ ويقصد جلال الدين خلاط وأعمال الملك الأشرف ليشتغل كل منهما بنفسه، ويقصد الملك المعظم حمص وحماة ويحاصرهما، وكان الملك المجاهد أسد الدين [٣٣] شيركوه صاحب حمص والملك الناصر قليج أرسلان بن الملك المنصور صاحب حماة والحلبيون كلهم منتمون (٣) إلى خدمة الملك الأشرف، ولم يكن أحد من البيت الأيوبى منتميا إلى الملك المعظم إلا الملك الأمجد بهرام شاه بن فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب صاحب بعلبك (٤)، والملك الصالح عماد الدين إسماعيل صاحب بصرى (٥) والسواد (٦)، والملك العزيز عثمان ابنا الملك العادل، وكان هذان ملازمين خدمة أخيهما لا يفارقانه، والذى قوى طمع المعظم أن أخاه الملك الكامل كان خائفاً من جنده إذا خرج من مصر بعساكره، وأرسل إليه الملك المعظم مرارًا يقول له: إن قصدتنى لم آخذك إلا بعسكرك. فوقع عند الملك


(١) التركمان الإيوانية: التركمان من عشائر قضاء الرقة بمحافظة الفرات بسورية. تعد ٣٠٠ بيت، وحوالى ١٥٠ خيمة، منازلها على الضفة الشرقية للبليخ، جنوبى عشيرة المشهور، وبين قريتى تل حمام وسلوك، وهذه العشيرة وإن كانت تركمانية اللحم والدم، لكنها مستعربة تماما، وتعد من العشائر التى تتعاطى الزراعة ألف شاة وألف ومائتان. والتركمان أيضا من قبائل الجولان أحد أقضية محافظة دمشق، جاءت من بلاد التركمان إلى سورية في أوائل القرن السابع عشر، وتعد ٣٠٠ خيمة ولديها ١٥٠٠٠ من الغنم، وتقيم في القرى الآتية: خرية، حفر، عين عيش، حسينى، كافر، سنديانة، غديرى، مُغير، وغيرها، والإيوانية: نسبة إلى إيوان كسرى.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٤٢٥؛ معجم قبائل العرب القديمة والحديثة، عمر رضا كحَالة، ج ١، ص ١١٧ - ص ١١٨.
(٢) انظر: الكامل، ج ١٢، ص ٤٦٢ - ص ٤٦٣؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ٢٠٢؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٢١.
(٣) "منتمين" كذا في الأصل، وما أثبتناه هو الصحيح لغة.
(٤) بعلبك: مدينة قديمة بينها وبين دمشق ثلاثة أيام، وقيل: اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٦٧٣.
(٥) بُصْرَى: في موضعين، إحداهما بالشام من أعمال دمشق وهى قصبة كورة حَوْران، والثانية بصرى من قرى بغداد قرب عُكْبرَاء.
انظر: معجم البلدان، ج ١، ص ٦٥٤.
(٦) السواد: موضعان أحدهما نواحى قرب البلقاء، والثانى يراد به رستاق العراق وضياعها التى افتتحها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>