للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الثالثة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله، والسلطان الملك العادل سار من مصر إلى الشام، ونازل في طريقه عكا وصالحه أهلها على إطلاق جمع من الأسرى (١)، ثم وصل إلى دمشق ثم سار عنها، ونزل بظاهر حمص على بحيرة قدس (٢)، واستدعى [٢٩٢] بالعساكر فأتته من كل جهة، وأقام على البحيرة حتى خرج رمضان. ثم سار ونازل حصن الأكراد، وفتح برج أغياز وأخذ منه سلاحًا ومالًا وخمسمائة رجل ثم سار ونازل طرابلس، ونصب عليها المجانيق، وغار العسكر في بلادها وقطع قناتها، ثم عاد في أواخر ذي الحجة إلى بحيرة قدس فظاهر حمصن، وخرجت السنة وهو مقيم هناك.

وفي تاريخ بيبرس: وفي هذه السنة خرج العادل بعساكره لقصد مدينة عكا فصالحه أهلها، وجرت بينه وبين الظاهر صاحب حلب - ابن أخيه - أمور اقتضت تغيّر البواطن واستشعار كل منهما من الآخر. وحصر ناصر الدين الملك المنصور صاحب حماة إلى خدمة العادل، واجتمع به وشكى إليه سوء معاملة الظاهر له. فكان ذلك مما زاده تغيرًا.

واتفق خروج الفرنج من طرابلس وقصدوا حمص وأغاروا عليها فعظم ذلك على العادل وسار من دمشق ونزل بظاهر حمص وحضرت إليه عساكر البلاد، وأقام إلى آخر شهر رمضان، وعيّد في مكانه وسار متوجهًا إلى حصن الأكراد، وذكر إلى آخر ما ذكرنا.

وقال أبو شامة (٣): وفيها نزلت الفرنج على حمص، وكان الظاهر بعث إليها المبارز يوسف بن خطلج الحلبي نجدة لأسد الدين شيركوه الأصغر، وأُسِر في هذه السنة الصمصام بن العلائي وخادم صاحب حمص.

[ذكر ماجريات ملوك البلاد]

منها أن (٤) غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد ملك الغورية أرسل يستميل يلدز مملوك أبيه المستولى على غزنة فلم يجبه يلدز إلى ذلك، وطلب يلدز من غياث


(*) يوافق أولها ٨ أغسطس سنة ١٢٠٦ م.
(١) ورد هذا النص في المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٠٧ - ١٠٨.
(٢) بحيرة قَدس: قرب حمص، بينها وبين جبل لبنان، يخرج منها نهر العاصي، انظر معجم البلدان، ج ١، ص ٥١٦.
(٣) الذيل على الروضتين، ص ٥٧.
(٤) نقل العيني هذا الخبر من الكامل، ج ١٠، ص ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>