للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الرابعة بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله والسلطان الملك العادل نازل على بحيرة قدس بظاهر حمص، ثم وقعت الهدنة بينه وبين صاحب طرابلس، وعاد الملك العادل إلى دمشق وأقام بها، كذا ذكره المؤيد في تاريخه (١) وغيره. وقال بيبرس في تاريخه: (٢) وفيها خرج العادل إلى الشام وكان سبب خروجه أن الفرنج أهل قبرس أخذوا عدة قطع من أسطول مصر ونهبوا من فيها وأسروهم، فأرسل العادل إلى صاحب عكا وقال له: نحن وأنتم صُلُح، فلم غدرتم؟ فاعتذر له أنه ليس حكم أهل قبرس إليه، وأن مرجعهم إلى القسطنطينية ثم إن أهل قبرس حدث عندهم غلاء فساروا إلى القسطنطينية، وعاد الحكم إلى صاحب عكا، فأطلق أسارى المسلمين.

ذكر مجيء الخلعة من الخليفة إلى الملك العادل وأولاده (٣)

وفي سابع عشر رمضان من هذه السنة وصل الشيخ شهاب الدين السُّهْرَوردي ونور الدين التركي الخليفتى وسنقر السلحدار رُسلًا من الإمام الناصر لدين الله إلى دمشق، وصحبتهم خلعة للسلطان الملك العادل، فبالغ العادل في إكرام الشيخ ومن معه والتقاهم إلى القُصير (٤)، ولبس السلطان الخلعة من القصير إلى القلعة، وكذلك لبس ولداه الملك المعظم والملك الأشرف، والوزير صفي الدين بن شكر، وأستاذ الدار شمس الدين إلدكز العادلي، الخلع. وكان الأمير الدروم حاملًا التقليد على رأس نفسه، بين يدي السلطان، ودخل جميعهم من باب الحديد عند أذان الظهر، وأنزلت الرسل بدار عز الدين فرخشاه ورباط خاتون. وقرأ الوزير التقليد قائمًا بمحضر من القضاة وبياض البلد بإيوان القلعة. ولم يزل السلطان وأولاده وجميع الحاضرين قيامًا إلى أن فرغ الوزير من قراءته.


(*) يوافق أولها ٢٨ يوليو سنة ١٢٠٧ م.
(١) انظر المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٠٨ - ص ١٠٩.
(٢) انظر، الكامل في التاريخ، ج ١٠، ص ٣٤١، ص ٣٤٢.
(٣) انظر الذيل على الروضتين، ص ٦٠.
(٤) القُصير: مدينة بمنطقة القور من أعمال الأردن، معجم البلدان، ج ٤، ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>