للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المؤيد فى تاريخه: وكان يتظاهر بمذهب الظاهرية، وأعرض عن مذهب مالك رحمه الله. (١)

[الخامس فى وفاته]

قال علماء الأندلس: مرض يعقوب مرضًا أشفى منه على الموت، فأوصى إلى ولده أبى عبد الله محمد (٢)، وأن لا يخفوا موته، وأن يصلى عليه المسلمون ويدفن على قارعة الطريق، ليترحّم عليه من يمر به، وتوفى فى ربيع الأول، فكانت مدة أيامه خمس عشرة سنة، وبايع الناس ولده محمدًا، واستمر على سيرة أبيه، ثم اختلفت الأهواء ودخل النقص على البيت بموت يعقوب (٣).

وقال ابن كثير: توفى السلطان أبو محمد يعقوب بن يوسف صاحب بلاد المغرب والأندلس بمدينة سلا (٤). وكان قد ابتنى عندها مدينة (٥) مليحة سماها المهدية: وقال غيره من علماء التاريخ: لما فرغ من غزواته رجع إلى مراكش، ثم اختلفت الروايات فى أمره، فمنهم من يقول: إنه ترك ما كان فيه وتجرد وساح فى الأرض حتى انتهى إلى بلاد الشرق وهو مستخف لا يُعْرف، ومات خاملا.

ومنهم من يقول: إنه لما رجع إلى مراكش توفى فى غُرّة سنة خمس وتسعين وخمسمائة. وقيل: فى شهر ربيع الآخر فى سابع عشره، وقيل: فى غُرّة صفر.

وفى تاريخ المؤيد: توفى يعقوب صاحب المغرب والأندلس وعمره ثمان وأربعون سنة، وملك بعده ابنه محمد بن يعقوب وتلقب بالملك الناصر، ومولده فى سنة ست وسبعين وخمسمائة. وعبد المؤمن وبنوه جميعهم كانوا يسمون بأمير المؤمنين. (٦)


(١) المختصر فى أخبار البشر، جـ ٣، ص ٩٦.
(٢) عن ترجمته راجع وفيات الأعيان، جـ ٧، ص ١٥ (٣٥١).
(٣) مرآة الزمان، جـ ٨، ص ٣٠١.
(٤) مدينة سلا: مدينة بأقصى المغرب، معجم البلدان، جـ ٣، ص ١٠٩.
(٥) "مدرسة" كذا فى الأصل والتصحيح من البداية والنهاية، جـ ١٣، ص ١٩.
(٦) أبو الفدا، المختصر، جـ ٣، ص ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>