للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين بن سيف الدين علي بن أحمد المشطوب (١) وأرسل قراقوش نائب عبد الملك بن محمد بن عبد الملك المقدم بأفامية إلى الظاهر يبذل له أفاميه بشرط أن يعطيه أقطاعًا برضاها، فأقطعه الظاهر الراوندان وكفر طاب، ومفردة المعرّة، وهي عشرون ضيعة معينة من بلاد معرة النعمان، وتسلم أفاميه، ثم أن عبد الملك المذكور عصي بالراوندان فسار إليه الظاهر واستنزله منها وأبعده، فلحق عبد الملك بعد ذلك بالملك العادل فأحسن إليه. (٢)

[وذكر أمر خوارزم شاه]

وفيها ملك خوارزمشاه ما كان أخذه الغورّيه من بلاده، وقد ذكرنا أن غياث الدين وأخاه شهاب الدين استوليا على خراسان ومرو ونيسابور وغيرها من بلاد خوارزم شاه، فلما اتصل الخبر بالسلطان محمد بن تكش سيّر إلى غياث الدين يعاتبه ويقول له: كنت أعتقد أنك تحلف عليَّ بعد أبي وتنصرني على الخطأ، فحيث لم تفعل فلا أقل من أن لا تؤذيني ولا تأخذ بلادي فإن لم تعد إلى ما أخذت منها وإلا انتصرت عليك بالخطا وغيرهم من الأتراك إن عجزت عن أخذ بلادي. فغالظه غياث الدين بالجواب والمراسلات حتى يخرج أخوه من الهند بالعسكر، فجمع خوارزم شاه عساكره وسار إلى خوارزم نصف ذي الحجة سنة سبع وتسعين، فلما قارب نسا هرب هندوخان ابن أخي ملكشاه (٣) من مرو إلى غياث الدين، فملك خوارزم شاه مرو وسار إلى نيسابور وبها علاء الدين نائب غياث الدين فحصره مدة شهرين، ثم نزل بالأمان، فأرسله إلى غياث الدين بسبب الصلح والاتفاق، وأحسن إلى أمراء الغورية، وسار إلى سرخس وبها الأمير زنكي فحصره أربعين يومًا ثم رحل عنها، فلما بلغه اجتماع الغورية أرسل إليهم عسكرًا مع خاله فلقيهم عسكر الغورية ومقدمهم محمد بن حَزْبك، فهزم عسكر خوارزم شاه، فعادوا إلى خوارزم ثم أرسل إلى غياث الدين في الصلح فأجابه عن رسالته صحبة الأمير الحسن بن محمد المرغنى، فلما وصله قبض عليه وسار إلى هراة، وبلغ غياث الدين فسار بعساكره ونزل برباط رزين بالقرب من هراة ولم يقدم على خوارزم شاه لقلة ما معه من العسكر؛ فإن


(١) هو أبو العباس أحمد بن سيف الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي الهيجاء بن عبد الله بن أبي الخليل بن مارزبان الهكاري المعروف بابن المشطوب. وفيات الأعيان، جد ١، ص ١٨٠.
(٢) المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٠١.
(٣) ورد هذا الحدث بتصرف في المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>