للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة الخامسة والسبعين بعد الخمسمائة *

استهلت هذه السنة والخليفة هو المستضيء، ولكنه توفي في هذه السنة.

[ذكر وفاة الخليفة]

والكلام فيه على أنواع:

الأول في ترجمته: هو أمير المؤمنين أبو محمد الحسن بن أمير المؤمنين، يوسف المستنجد بالله بن أمير المؤمنين، أبي عبد الله محمد المقتفي لأمر الله (١)، وباقي النسب قد ذكرناه غير مرة، وأمُّه أم ولد تدعى خاتون - كذا في عيون المعارف.

وقال ابن كثير (٢): وأمُّه أرمنيَّة تدعى غضة (٣)، وكان مولده في شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة. بويع له بالخلافة يوم مات أبوه، وجلس بكرة يوم الأحد تاسع ربيع الآخر سنة ستين وخمسمائة.

الثاني في سيرته: كان جوادا عادلا، شريف النفس، حسن السيرة، ليس للمال عنده قدر، حليمًا مشفقًا على الرعيَّة، أسقط المكوس والضرائب، وكان متواضعا.

وقال ابن كثير (٤): وكان من خيار الخلفاء، أمَّارًا بالمعروف، نَهَّاءً عن المنكر، دَرَّاءً عن الناس البِدعَ والمصائب، وكان حليما وقورا كريما.

وفي تاريخ ابن العميد: كان عادلا جوادا مؤثرًا للخير، أكثر من الخير والعدل ببغداد ما لم يُرَ مثله في الزمن المتطاول، ونادى برفع المكوس والمظالم، وردَّ أملاكا كثيرة كانت قد اغتصبت، وفرق أموالا جزيلةً على بني هاشم والفقهاء والصوفيّة وغيرهم، خطب له بالديار المصرية والشامية واليمن.


* يوافق أولها ٨ يونيو ١١٧٩ م.
(١) انظر ترجمته في شذرات الذهب، جـ ٤ ص ٢٥٠.
(٢) البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٢٨١؛ الكامل، جـ ١٠، ص ٩٧؛ تاريخ الخلفاء، ص ٤٤٤.
(٣) "عصمت" في البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٢٨١.
(٤) انظر البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>