للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكة، فجمع قتادة عسكره وأصحابه والتقوا بوادى الصفراء، فكانت الغلبة لعسكر المدينة فاستولوا على عسكر قتادة قتلا ونهبًا، ومضى قتادة منهزمًا إلى الينبع فتبعوه وحصروه بقلعته وحصل لحميد بن راجب من الغنيمة ما يزيد على مائة فرس، وهو واحد من جماعة كثيرة من العرب الطائيين، وعاد الأجناد الذين كانوا مضوا مع الأمير سالم من الشام من التركمان وغيرهم صحبة الناهض بن الجرخي [خادم] (١) المعتمد، وفي صحبتهم كثير مما غنموه من أعمال قتادة ومن وقعة وادى الصفراء من نساء وصبيان، فظهر فيهم أشراف حَسنيون وحُسينيون فاستعبدوا منهم وسلموا إلى المعروفين من أشراف دمشق ليكفلوهم ويشاركوهم في قسمهم من وقفهم.

[ذكر تملك خوارزم شاه غزنة]

وفي هذه السنة ملك السلطان خوارزم شاه محمد بن تكش غزنه بغير قتال. وفي تاريخ النويرى (٢): ملك غزنة وأعمالها وأخذها من يلدز مملوك شهاب الدين أحمد الغوري فهرب يلدز إلى لهاور (٣) من الهند، واستولى عليها، ثم سار يلدز عن لهاور ليستولي على بعض بلاد الهند الداخله تحت يد قطب الدين أيبك خشداش يلدز المذكور فجرى بينه وبين مملوك قطب الدين أيبك مصاف قتل فيه يلدز، وكان يلدز حسن السيرة محسنا إلى الرعية كثير المعروف. وقال بيبرس في تاريخه: وكان بغزنة نائب عن يلدز يسمى قتلغ تكين مملوك شهاب الدين الغورى فسير إليه خوارزم شاه فطلب منه أن يخطب له فيها فترجح عنده الخطبة له فيها والراحة من القتال. واستشار أهل البلد فأشاروا عليه بذلك فسير إلى خوارزم شاه أن أحضر لأخذ البلد فحضر وسلم إليه البلد، فبلغ ذلك يلدز فعز عليه وقال: كيف تسلمها خوارزم شاه وقتلغ تكين فيها؟ فقيل له: إنه الذي سلمها. ثم إن خوازرم شاه أستدعي قتلغ تكين وقال له: كيف كنت مع يلدز؟ قال: كنت الحاكم في غزنة، فقال: إذا كنت الحاكم فيها وهو خشداشك (٤) وهذه


(١) "صارم" كذا في الأصل والمثبت بين الحاصرتين من الذيل على الروضتين، ص ٩٠.
(٢) المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١١٦، ولمعرفة المزيد من التفاصيل انظر الكامل، جـ ١٠، ص ٣٦٧؛ الذيل على الروضتين، ص ٩٠.
(٣) انظر ما سبق، جـ ٢، ص ٨٦، حاشية ٨.
(٤) "ضشداش، انظر ما سبق، جـ ٢، ص ٢٩٠، حاشية ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>