للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بنت طغرل (١) بن أرسلان زوجة الأتابك، ثم سار السلطان فنزل عليها فملكها، فسألته بنت السلطان طغرل أن يصونها ويعطيها مدينة خوى (٢) فأمر لها بها، ونزل السلطان بدار السلطنة وتولي الرئيس نظام الملك رياستها (٣).

[ذكر ماجريات بني أيوب]

قد ذكرنا في السنة الماضية عصيان الملك المظفر (٤) على أخيه الملك الأشرف (٥) بأخلاط، وفي هذه السنة انتصر الأشرف عليه، وذلك أنه لما أتي إلى أخلاط وحصرها وكان أهلها يحبونه لعدله وحسن سيرته، وسوء سيرة أخيه المظفر شهاب الدين، فلما نازلها سلمها أهلها إليه يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الأخرى منها، وامتنع المظفر في القلعة، فلما جن الليل نزل إلى أخيه الأشرف معتذرا إليه، فقبله وصفح عن ذنبه ولم يعاقبه على ما ارتكب من عصيانه، وأبقى عليه ميافارقين، وعاد الأشرف وشتى بسنجار، وهذه من مكارم البيت العادلي ومحاسن اتفاقه (٦).

وفي هذه السنة سير الملك المعظم (٧) [٧] ولده الناصر (٨) داود إلى إربل، ليكون عند عمته (٩) زوجة مظفر الدين كوكبوري بن زين الدين، وقصد بذلك توفيق الحال بينه وبين


(١) طغرك: كذا في الأصل، والمثبت من نهاية الأرب، ج ٢٧، ص ٢٦٨؛ سيرة منكبرتي، ص ١٩٥.
(٢) خوي: بلد مشهور من أعمال أذربيجان.
انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٠٢.
(٣) وردت هذه الأحداث بالتفصيل في نهاية الأرب، ج ٢٧، ص ٢٦٧ - ٢٦٨؛ سيرة منكبرتي ص ١٩٢ - ص ١٩٦.
(٤) الملك المظفر: هو شهاب الدين غازي بن الملك العادل صاحب ميافارقين، توفي في رجب سنة ٦٤٥ هـ بمبافارقين انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٣٣٣.
(٥) الملك الأشرف: أبو الفتح موسى بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب، الملقب الملك الأشرف مظفر الدين. ولد سنة ٥٧٨ هـ بالديار المصرية بالقاهرة، وقيل بقلعة الكرك، وتوفي يوم الخميس رابع المحرم سنة ٦٣٥ هـ. بدمشق. انظر: البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١٥٧ - ص ١٥٨؛ الشذرات، ج ٥، ص ١٧٥ - ص ١٧٦.
(٦) وردت هذه الأحداث في الكامل، ج ١٢، ص ٤٢٢؛ الذيل على الروضتين، ص ١٤٢؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٤٠؛ المختصر، ج ٣، ص ٤٩٥؛ البداية والنهاية، ج ١٣، ص ١١٢.
(٧) الملك المعظم: هو شرف الدين عيسى، ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق، ولد سنة ٥٧٨ هـ، وتوفي يوم الجمعة مستهل ذي الحجة سنة ٦٢٤ هـ بدمشق ودفن بقلعتها.
وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٩٤ - ٤٩٥، الشذرات، ج ٥، ص ١١٥ - ص ١١٦.
(٨) الملك الناصر صلاح الدين داود، ابن الملك المعظم شرف الدين عيسى، توفي سنة ٦٥٦ هـ في السابع والعشرين من جمادى الأولى في قرية يقال لها البويضاء على باب دمشق، وكانت ولادته يوم السبت سابع عشر جمادي الأولى سنة ٦٠٣ هـ بدمشق. وفيات الأعيان، ج ٣، ص ٤٩٦.
(٩) هي ربيعة خاتون بنت أيوب، توفيت في شعبان سنة ٦٤٣ هـ بدمشق، وجاوزت الثمانين سنة، ودفنت في مدرستها الموقوفة على الحنابلة بسفح قاسيون.
وفيات الأعيان، ج ٤، ص ١٢٠؛ مفرج الكروب، ج ٤، ص ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>