للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعاد نحو إربل فلما عبروا الزاب نزلوا، ثم جاءت الرسل وسعوا في الصلح على أن كل من بيده شيء هو له وتقررت العهود والأيمان على ذلك (١).

وفي تاريخ المؤيد (٢): مات نور الدين أرسلان شاه في سنة ست عشرة وستمائة فأقام بدر الدين لؤلؤ بعده أخاه ناصر الدين محمود وعمره يومئذ نحو ثلاث سنين، وهو آخر من خطب له من بيت أتابك بالسلطنة، وكان أبوه القاهر آخر من كان له استقلال بالملك منهم، ثم [إن] (٣) هذا الصبى مات بعد مدة واستقر بدر الدين لؤلؤ بالملك وأتته السعادة، وطالت مدة ملكه إلى أن توفي بالموصل بعد أخذ التتار بغداد على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

وقال أبو (٤) شامة: ثبت ملك بلاد الموصل لبدر الدين لؤلؤ فسمى بالملك الرحيم، ثم لأولاده من بعده إلى الآن، وبلغني أن لؤلؤ كان سقى القاهر سمًا فمات، ثم أدخل ابنه محمودا بعد ذلك حماما حاميا وأغلق عليه الباب فاشتد كربه وعطشه، فاستغاث أخرجوني واسقوني ماء ثم اقتلوني، وقد تغيرت خلقته وكان من أحسن الناس صورة، فأسقي ماء ثم حنق بوتر.

[ذكر خروج التتار إلى بلاد الإسلام وظهورهم في هذه الأيام]

قال بيبرس (٥) في تاريخه: وفي هذه السنة أعني سنة خمس عشرة وستمائة توالت الجوائح على البلاد الإسلامية وتواترت النوائب على الأمة المحمدية، ووافق حركة الفرنج من المغرب خروج التتار من أقصى المشرق واستيلائهم على ما يليهم من ممالك الخطائية، وامتدادهم إلى الممالك الإسلامية وانتزاعهم مدائن العجم من يد السلطان خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش بن أيل أرسلان بن إتسر المستولى على الممالك السلجوقية، وذكر غيره خروج التتار إلى بلاد الإسلام في سنة ست عشرة


(١) ورد هذا الحدث يتصرف في الكامل، جـ ١٠، ص ٣٨٦ - ص ٣٨٧؛ المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١٢٠ - ص ١٢٩.
(٢) المختصر في أخبار البشر، جـ ٣، ص ١٢١.
(٣) ما بين حاصرتين إضافة من المختصر، جـ ٣، ص ١٢١. وذلك لاستقامة المعنى.
(٤) الذيل على الروضتين، ص ١١٤.
(٥) الكامل، جـ ١٠، ص ٣٩٩ - وما بعدها حوادث سنة ٦١٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>