للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل (١)، ووصل إليها في تاسع عشر جمادى الأولى، وكان يوم وصوله إليها يومًا مشهودًا، و كتب إلى مظفر الدين (٢) صاحب إربل يأمره أن يعيد صهره عماد الدين (٣) زنكي بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود عَلَى بدر الدين لؤلؤ القلاع التي استولى عليها، فأعادها جميعها، وترك في يده منها العمادية (٤)، واستقر الصلح بين الأشرف وبين مظفر الدين صاحب إربل وعماد الدين زنكي صاحب العفر (٥) وشوش (٦)، وكذلك استقر الصلح بينهما وبين صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ، ولما استقر ذلك رحل الملك الأشرف من الموصل ثاني عشر رمضان وعاد إلى سنجار، وسلم بدر الدين لؤلؤ قلعة تل أعفر إلى الملك الأشرف، ونقل الملك الأشرف ابن المشطوب من حبس الموصل وجعله مقيدًا في جب بمدينة حران حتى مات سنة تسع عشرة وستمائة، ولقي بغيه وخروجه مرة بعد أخرى (٧).

[ذكر مجيء جنكزخان إلى بخارى وغيرها من بلاد المسلمين وحربه مع السلطان علاء الدين خوارزم شاه]

[٤٠١] قال ابن كثير (٨): وفي هذه السنة عم البلاء وعظم العزاء بجنكزخان المسمى بتموجين - لعنه الله - ومن معه من التتار المفسدين، واستفحل أمرهم وامتد فسادهم من أقصى بلاد الصين إلى أن وصلوا إلى بلاد العراق وما حولها، حتى انتهوا إلى إربل وأعمالها، فملكوا في سنة واحدة وهي هذه السنة سائر الممالك إلا العراق والجزيرة


(١) الموصل: مدينة مشهورة عظيمة، وهي باب العراق ومفتاح خراسان، وهي مدينة قديمة على طريق دجلة، ومقابلها من الجانب الشرقي نينوي. انظر: معجم البلدان، ج ٤، ص ٦٨٢.
(٢) مظفر الدين صاحب إربل: أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن علي بن بكتكين بن محمد، الملقب الملك المعظم مظفر الدين، ووالده زين الدين على المعروف بكجك صاحب إربل، ولد بقلعة الموصل سنة ٥٤٩ هـ، وتوفي ليلة الجمعة رابع عشر رمضان سنة ٦٣٠ هـ بداره ثم نقل إلى قلعة إربل، ودفن بها.
انظر: وفيات الأعيان، ج ٤، ص ١١٣ - ص ١٢١؛ الشذرات، ج ٥، ص ١٣٨.
(٣) عماد الدين زنكي بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن عماد الدين زنكي آقسنقر، توفي في حدود سنة ٦٣٠ هـ انظر: وفيات الأعيان، ج ٥، ص ٢٠٨.
(٤) العمادية: قلعة حصينة في شمال الموصل، عَمَّرها عماد الدين زنكي بن آقسنقر في سنة ٥٣٧ هـ، وكانت قبل ذلك حصنا للأكراد.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٧١٧.
(٥) عفر: حصن من أعمال فلسطين قرب بيت المقدس.
انظر: معجم البلدان، ج ٣، ص ٦٨٨.
(٦) شوش: موضع قرب جزيرة ابن عمر من نواحي الجزيرة، وهي قلعة عظيمة قرب عقر الحميدية من أعمال الموصل. معجم البلدان، ج ٣، ص ٣٣٤.
(٧) وردت هذه الأحداث في مفرج الكروب، ج ٤، ص ٧٠ - ص ٧٦؛ المختصر في أخبار البشر، ج ٣، ص ١٢٤ - ص ١٢٥؛ مرآة الزمان، ج ٨، ص ٤٠٠.
(٨) البداية والنهاية، ج ١٣، ص ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>