للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث في السنة السادسة والسبعين بعد الخمسمائة *

استهلت هذه السنة والخليفة هو الإمام الناصر لدين الله العباسي، وسلطان مصر والشام الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وصاحب حلب الملك الصالح إسماعيل بن نور الدين محمود، وصاحب الروم -صاحب قونية وأقصراي- قليج (١) أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان، وصاحب مملكة العجم ابن بهلوان، وصاحب الغورية ابن سام، وصاحب الموصل والجزيرة غازي بن مودود، وصاحب خلاط شاهرمَنْ، وصاحب ماردين أيلغازي بن نجم الدين إلبي، وصاحب حصن كيفا وآمد نور الدين محمد بن قرا أرسلان، وصاحب إربل زين الدين يوسف بن علي كوجك، وصاحب مكة الأمير داود بن عيسي بن محمد بن أبي هاشم، وصاحب الغرب أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن، وصاحب غزنة شهاب الدين الغوري.

[ذكر ماجريات صلاح الدين رحمه الله]

منها أنه سار بعساكره إلى أن وصل [إلى] (٢) رَعْبَانَ؛ منجدًا نور الدين محمد بن قرا أرسلان صاحب حصن كيفا على قليج أرسلان "بن" (٣) مسعود ملك الروم، وسبب ذلك أن نور الدين بن قرا أرسلان تزوج بابنة قليج أرسلان، ثم أحب مغنية وتركها (٤) نسيا منسيا، فشكت حالها إلى أبيها، فعزم على قصد بلاده، فأرسل نور الدين إلى صلاح الدين؛ يستنجده ويسأله كف يد قليج أرسلان، فأرسل صلاح الدين إلى قليج أرسلان في ذلك، فأعاد الجواب: إنني كنت عند تزويجه ابنتي دفعت إليه عدة حصون، ولابد من إعادتها إليَّ. وكان صلاح الدين قد هادن الفرنج، فسار في عساكره نحو بلاد قليج أرسلان، وهي ملطية وسيواس وقونية وما بينها، فلما سمع قليج أرسلان بقربه منه، أرسل


* يوافق أولها ٢٨ مايو ١١٨٠ م.
(١) "قلج" في الكامل، جـ ١٠، ص ١٠١.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة أ. والمثبت من نسخة ب.
(٣) ما بين الأقواس ساقط من ب.
(٤) يذكر ابن الأثير: "أنه أحب مغنية فتزوجها، ومال إليها، وحكمت في بلاده وخزائنه، وأعرض عن ابنة قلج أرسلان، وتركها نسيًا منسيًا". الكامل، جـ ١٠، ص ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>