للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر بقية الحوادث في هذه السنة]

منها أنه استقر الحال مع الملك المظفر تقي الدين صاحب حماة أن يأخذ الرها وحران وشميساط، وينزل عن خبزه الذي بالشام، بُصري وعمان والبلقاء، ومن حلب المعرّة ومنبج، والمستقر بيده حماة وسلمية واللاذقية وجبلة وبلاطنس وبك إسرائيل، ثم لم يلبث أن أدركته الوفاة على ما نذكره في الوفيات إن شاء الله تعالى.

ومنها أن السلطان صلاح الدين أرسل إلى ولده الظاهر أن يخرب حصن بُغراس، فبلغ ذلك ابن ليفون صاحب سيس، فسار إليها فأخذها بغير قتال.

ومنها أن السلطان أخرب عسقلان كما ذكرنا، وأخرب غزة والداروم أيضًا، واهتم بعمارة القدس الشريف [١٣٣].

ومنها أن السلطان عزل أبا حامد محمد بن عبد الله بن أبي عصرون عن قضاء دمشق، وولي محيي الدين بن زكي الدين، قالوا: وسبب عزل ابن أبي عصرون مداخلته الجند، واشتغاله بما يشتغل به الأمراء؛ من اتخاذ الخيول والمماليك والترك، ومباشرة الحروب، ومعاملة الأمراء ومدانيتهم، فتهزم السلطان منه وعزله.

ومنها أن أمير مكة داود بن عيسى بن فليتة بن قاسم بن محمد بن أبي هاشم الحسني تعدّى، فأخذ أموال الكعبة حتى انتزع طوقًا من فضة كأن على دارة الحجر الأسود، وقد لَمّ شعثه به حين ضربه ذلك القرمطي بالدبوس، فلما بلغ السلطان خبره من الحجيج حين رجعوا عزله وولي أخاه مكثرًا، ونقض القلعة التي كان أخوه بناها على جبل أبي قبيس، فأقام داود بنخلة حتى توفي بها.

وفيها حج بالناس من العراق طاشتكين.

[ذكر من توفي فيها من الأعيان]

الخبوشاني، أبو البركات محمد بن الموفق بن سعيد بن علي بن الحسن بن عبد الله الخبوشاني الملقب نجم الدين، الفقيه الشافعي، قال ابن خلكأن (١): كان فقيهًا


(١) انظر ترجمته في وفيات الأعيان، جـ ٤، ص ٢٣٩ - ص ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>