للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

[(١)فصل فيما وقع من الحوادث في السنة التاسعة والسبعين بعد الخمسمائة ] (*)

استهلت هذه السنة والخليفة هو الناصر لدين الله العباسى، والسلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في الشرق؛ لأجل فتح البلاد التى ليست تحت يده.

[ذكر فتوحات صلاح الدين (رحمه الله) في هذه السنة]

منها فتح [آمد] (٢):

قال ابن كثير (٣): في الرابع عشر من محرم هذه السنة، تسلم السلطان صلاح الدين مدينة آمد وحِصْنَها صلحاً بعد قتال وحصار شديد، من يد صاحبها [ابن نيسان] (٤)، بعد ما حمل ما أمكنه من حواصله وأمواله وأثقاله مدة ثلاثة أيام. ولما تسلم السلطان البلد وجد فيه شيئاً كثيراً من الحواصل وآلات الحرب والسلاح، حتى قيل إنه وجد برجاً مملوءاً بنصول النشاب، وبرجاً آخر فيه مائة ألف شمعة وأشياء يطول شرحها، ووجد فيها خزانة فيها ألف ألف مجلد، وأربعون ألف مجلد، فوهبها كلها للقاضى الفاضل، فانتخب منها حمل سبعين حماراً. ثم وهب السلطانُ البلد بما فيه لنور الدين محمد بن قرا أرسلان، وكان قد وعده بها، فقيل له: إن الحواصل لم تدخل في وعدك، فقال: لا نبخل بها عليه وقد صار من أصحابنا وأنصارنا، وكان في خزانتها ثلاثة آلاف ألف دينار (٥)، فامتدحه الشعراء على ذلك وعلى حسن صنيعه الجميل. ومن أحسن ما قاله بعضهم في ذلك من جملة قصيدة له في السلطان:


(*) يوافق أولها ٢٦ إبريل ١١٨٣ م.
(١) ما بين الحاصرتين تالف من أثر الرطوبة في نسخة أ، والمثبت من نسخة "ب".
(٢) المثبت من نسخة به، وغير واضح في نسخة "أ".
(٣) البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٤٤، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت د. ت.
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل. والمثبت من أبى شامة: الروضتين، جـ ٢ ق ١، ص ١٢٥؛ ابن الأثير، الكامل، جـ ١٠، ص ١١٩. أما ابن كثير فقد ذكر أن اسمه "ابن بيسان"، جـ ١٢، ص ٣٣٤.
(٥) اتفق العينى مع الروضتين في صحة الرقم، جـ ٢ ق ١، ص ١٢٦، بينما ذكر ابن الأثير أنه "ما يزيد على ألف ألف دينار" الكامل، جـ ١٠، ص ١٢٠؛ وقد ذكره ابن كثير "ثلاثة آلاف" البداية والنهاية، جـ ١٢، ص ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>