للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى أن الجانبين غير مبتوتين عن بعضهما البعض، فكان صلاح الدين الأيوبى هو البطل الذى انفرد دون كثير من الأبطال بأنه كان ضرورة عصره إذ جاء في الوقت المناسب الذى يتطلبه العالم الإسلامى حينئذ.

فأول هدف حققه هو رأب الصدع الفكرى بالقضاء على الخلافة الفاطمية، وبذلك أعاد للعالم الإسلامى وحدته الفكرية متمثلة في إعادة السيادة إلى المذهب السنى. كما تمثلت في إعادة الوحدة السياسية لشرق العالم الإسلامى بقضائه على الحكام الصغار للدويلات المنفصلة عن بعضها البعض، بل التى كان يناوئ بعضها البعض.

وبتحقيق ذلك أصبح الجو مهيئاً لخوض معارك الجهاد ضد الغزاة الصليبيين، تلك المعارك التى انتهت بكسر شوكة الغزاة وبإعادة الهيبة والكرامة إلى المسلمين بفضل الجهاد الذى أوقف صلاح الدين حياته عليه، فلم يره الناس طوال حياته إلا راكباً سرج فرسه، وقد لبس ملابس الجندية، التى لم يخلعها إلا مرة واحدة قبيل وفاته في دمشق.

والآن أترك للقارئ أن يرى ما سجله العينى المؤرخ في هذا السفر الذى بين أيدينا، وما به من أحداث عظام رواها المؤرخ عن شهود عيان لهذه الحقبة أو عن كتب ألفت في هذه الفترة، وسجل أحداثها، وبذلك يكون العينى أقرب إلى الصواب فيما سجله.

ولا يفوتنى أن أتقدم بالشكر للزميلات الباحثات الفضليات بلجنة التاريخ بمركز تحقيق التراث اللاتى شاركن في إنجاز هذا العمل بكل إخلاص وتفان. وهن:

د. لبيبة إبراهيم مصطفى محمد أ. نعمات عباس محمد

أ. نفيسة محمد محمد صميدة أ. المرحومة / تماضر زكريا غنام

والسيدة / إيزيس سامح زكى التى قامت بالنسخ وشاركت في الفهارس.

والله من وراء القصد.

المحقق

دكتور/ محمود رزق محمود

في ٨ ذو القعدة ١٤٢٤ هـ

الموافق ١/ ١/ ٢٠٠٤

الهرم - الأريزونا

<<  <  ج: ص:  >  >>