للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة (١). وقال ابن كثير (٢): مازال السلطان عليها بالقتال والمضايقة حتى فتحها صلحًا في الثامن من شوال. ثم سلّمت القلعة إلى شجاع الدين طغرل الجاندار.

[ذكر فتح قلعة كوكب]

ولما فرغ السلطان من أمر صفد سار إلى كوكب وعليا الأمير قايماز النجمي، وقد ذكرنا أن السلطان خلاه عليها يُحاصرها، ونزل السلطان على سطح الجبل، وجرّد العسكر وأحدقوا بالقلعة وضايقوها بالكلية، وكانت الأمطار متواليةً، والوحول كثيرةً بحيث تمنع الماشي والراكب إلا بمشقة كبيرة، وعانى السلطان شدائدَ وأهولًا من شدّة الرياح وتراكم الأمطار، وكون العدو متسلطًا عليهم بعلوّ مكانه، وجرح خلق من العسكر، وقتل جماعة ولم يزل السلطان راكبًا مركب الجد حتى تمكن النقب [من] (٣) سورها، ولما أحسّوا بالنقب وقد تمكن من [السور] (٤) علموا أنهم مأخذون، فطلبوا الأمان، فأجابهم إلى ذلك وآمنهم وتسلمها [٦١] في منتصف ذي القعدة وسيَّر أهلها إلى صُورَ، وكان اجتماع هذه القلاع كلها في صور (٥). وقال ابن كثير: وكان حصن كوكب [معقل] (٦) الإستبارية، كما أن صفد معقل (٧) الداوية، وكانوا أبغض أجناس الإفرنج إلى السلطان، لا يكاد يترك منهم أحدا [إلا قتله] (٨) إذا وقع من المأسورين (٩). ولما فتحت قلعة كوكب عرضها السلطان على جماعة فلم يقبلوها، فولاها قايماز النجمي عن كراهة (١٠).

[ذكر فتح الكرك]

لما كان السلطان سار إلى البلاد الشمالية جعل على الكرك وغيرها مَنْ يحاصرها، وخلّى أخاه الملك العادل في تلك البلاد يُباشر ذلك، فأرسل أهل الكرك يطلبون الأمان،


(١) نقل العينى هذا النص بتصرف من النوادر السلطانية، ص ٩٥؛ الروضتين، ج ٢، ص ١٣٥.
(٢) البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٢.
(٣) "على" كذا في الأصل. والمثبت من النوادر السلطانية، ص ٩٦.
(٤) ما بين حاصرتين إضافة من النوادر السلطانية، ص ٩٦.
(٥) ورد هذا الحدث بتصرف في الفتح القسي، ص ٢٧٣ - ٢٧٥؛ النوادر السلطانية، ص ٩٩؛ الكامل، ج ١٠، ص ١٧٦ - ص ١٧٧.
(٦) "معدن" كذا في الأصل. والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٢.
(٧) "معدن" كذا في الأصل. والمثبت من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٢.
(٨) ما بين حاصرتين إضافة من ابن كثير الذي ينقل عنه العين، انظر: البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٢.
(٩) إلى هنا توقف العينى عن النقل من البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٥٢.
(١٠) الفتح القسي، ص ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>