للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر محاصرة طبرية وفتحها]

لما تقدم السلطان إلى طبرية نصب عليها المجانيق ونقب أسوارها، ففتحها يوم الخميس "الرابع عشر" (١) من ربيع الآخر، وتمنعت القلعة عليه وبها زوجة القومص، وتقدم الفرنج فنزلوا لُوبيه (٢) يوم الجمعة عند طلوع الشمس، وملك المسلمون عليهم الماء، وكان يوماً حاراً، والتهب الغور عليهم، وأضرم مظفر الدين النار في الزرع، وباتوا طول الليل والمسلمون حولهم. فلما طلع الفجر يوم السبت، قاتلوا إلى الظهر، ثم صعدوا (٣) إلى تل حطين (٤) على ما نذكر الآن.

[وقعة حطين]

وقال ابن كثير (٥): لما سار السلطان إلى طبرية فتحها، وقد كانت طبرية تقاسم بلاد حوران (٦) والبلقاء وما حولها من الجولان (٧)، وتلك الأراضي كلها بالنصف، فأراح الله المسلمين من تلك المقاسمة وتوفرت عليهم.

وقال العماد (٨): وكانت الست صاحبة طبرية قد حمتها، ونقلت إليها كل ما ملكته وحوته، فلما جاء إليها السلطان أمنها على أصحابها وأموالها، وخرجت بنسائها ورجالها، وسارت الست إلى طرابلس - بلد زوجها القومص - بمالها وحالها، وعادت طبرية آهلة آمنة بأهل الإيمان، ثم عين السلطان لولايتها صارم الدين قايماز النجمي وهو من أعيان الأمراء.


(١) اتفق العينى مع سبط ابن الجوزي في تاريخ فتح طبرية. انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥١؛ أما ابن شداد، وابن العديم فقد ذكرا أن فتح طبرية كان يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الآخر، و أن تسلم قلعة طبرية كان يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر نفسه. انظر: النوادر السلطانية، ص ٧٦، ص ٧٩؛ زبدة الحلب، ج ٣، ص ٩٧.
(٢) لوبية: أرض بالقرب من طبرية. الفتح القسى، ص ٨٨، حاشية ٦.
(٣) مرآة الزمان، ج ٨، ص ٢٥١.
(٤) حطين: قرية بين أرسوف وقيسارية وبها قبر شعيب -عليه السلام- وهي بين طبرية وعكا. معجم البلدان، ج ٢، ص ٢٩١.
(٥) البداية والنهاية، ج ١٢، ص ٣٤٣.
(٦) حوران: كورة واسعة من أعمال دمشق من جهة القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع. معجم البلدان، ج ٢، ص ٣٥٨.
(٧) الجولان: قرية، وقيل: جبل من نواحي دمشق ثم من عمل حوران. معجم البلدان، ج ٢، ص ١٥٩.
(٨) الفتح القسي، ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>