للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما كان يوم السبت الثالث عشر من رمضان، تأخر السلطان بالعسكر إلى الجبل ليتمكن الناس من إنفاد دوابهم إلى العلوفة، فإنهم كانوا على الرملة قريبين من الإفرنج، فنزل السلطان على تل بجبل النطرون (١) بالثقل الكبير وجميع العسكر ما عدا اليزك، وذلك بعد خراب الرملة ولُدّ، ويوم نزوله هناك أمر بتخريب النطرون، وكانت قلعة منيعة (٢).

وفي السابع عشر من رمضان جاء الخبر من اليزك بأخبار طيبة؛ منها خبر هلاك الإفرنسيس، وكان موته في أنطاكية عن مرض عرض له.

ومنها أن ملك الإنكتار عاد إلى عكا، وذلك لما صح عنده مراسلة المركيس إلى السلطان فيما ذكرنا (٣).

[ذكر مسير الملك العادل إلى القدس]

وفي يوم الجمعة التاسع عشر من رمضان، اقتضى الحال تَفَقُّد أحوال القدس والنظر في عمائره، فتعين لذلك الملك العادل، فسار إليه وعاد منه إلى العسكر يوم الأحد الحادي والعشرين من رمضان.

وفي أثناء هذه الأيام وصل كتاب من الملك المظفر تقي الدين، يخبر أن قزل أرسلان صاحب ديار العجم قفز عليه أصحابه فقتتلوه، وكان قتله في أوائل شعبان من هذه السنة (٤).

وفي هذا اليوم وصلت مراكب للعدو، قيل: إنها وصلت من عكا، وإن ملك الإنكتار فيها بجماعة عظيمة [١٢٨] وقصده عمارة عسقلان، وقيل: قصده أخذ القدس (٥).

ووصل جماعة من الأساري كانوا في عكا أخذهم اليزك في موضع يقال له: الزيب (٦). ووصل رسول قزل أرسلان، كان قد سيره قبل موته، ورسول ابن أخيه أينانج،


(١) النطرون: مدينة قرب الرملة بجنوب فلسطين، واسمها أيضًا "أطرون". معجم البلدان، جـ ١، ص ٣١٠.
(٢) تقل العيني هذا الخبر من النوادر السلطانية، ص ١٩١.
(٣) انظر هذه الأخبار في: النوادر السلطانية، ص ١٩٠ حيث نقل العينى عنه.
(٤) لمزيد من التفاصيل عن هذا الخبر، انظر: النوادر السلطانية، ص ١٩٢.
(٥) انظر هذا الخبر في: النوادر السلطانية، ص ١٩٢ - ١٩٣.
(٦) الزيب: مكان شمال عكا. انظر: مفرج الكروب، جـ ٢، ص ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>